المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

ب) المصطلح البلاغي - نشأته وتطوره:

صفحة 23 - الجزء 1

  وعند الحديث عن المصطلح البلاغي نقدم له بالقول: إن البلاغة تدرجت في مفهومها قديما وحديثا، وكان من مظاهر ذلك أن برزت في نظرات مرتبطة بجهود أصحابها ثم في دراسات تنم عن ثقافة باحثيها وبعد ذلك أصبحت اتجاهات وتيارات تترجم عن مواقف العلماء منها.

  والبلاغة العربية من العلوم العربية التي لم تنضج ولم تحترق - كما وصفها القدماء - فباب الاجتهاد فيها قائم وسبيل الرجوع إليها متصل ما دامت العربية خالدة وما دام أسلوبها زاد المنشئين.

  نشأت البلاغة مثل غيرها من العلوم الأخرى خدمة للقرآن الكريم، وقد دفعت صفة الإعجاز - التي امتاز بها القرآن - العرب دفعا قويا نحو البلاغة يدرسونها ويعمقون البحث فيها لتكون وسيلة تساعدهم على فهم ذلك الإعجاز، ولما درسوا أسلوب القرآن، استعانوا على فهمه وتوضيحه بأشعار العرب وخطبهم فتولد من هذه الدراسات مصطلحات نقدية وبلاغية شكلت نقطة البداية في رحلة البلاغة العربية.

  والمصطلحات البلاغية عرفت في اللغة والأدب واستعملت ولكن في معناها اللغوي لا الاصطلاحي وهذا ما أشار إليه ابن المعتز في «البديع» عندما أنكر على بعض الشعراء المحدثين انهم هم الذين ابتدعوا مصطلحات البديع: «وقد قدمنا في أبواب كتابنا هذا لبعض ما وجدنا في القرآن وأحاديث رسول اللّه وكلام الصحابة رضوان اللّه عليهم والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع ليعلم أن بشارا ومسلما وأبا نواس ومن تقيّلهم