المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

مضمونه وأهميته

صفحة 24 - الجزء 1

  وسلك سبيلهم، لم يسبقوا إلى هذا الفن ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم حتى سمي بهذا الاسم فأعرب عنه ودلّ عليه»⁣(⁣١).

  وبدأت المسميات البلاغية تخرج إلى معناها الاصطلاحي عندما بدأ العلماء بتناول الأسلوب القرآني بالدرس والتعرض لنواحي الإعجاز فيه.

  وبتتبع للدراسات القرآنية والبلاغية من أوائل القرن الثالث الهجري إلى القرن الخامس الهجري يتأكد أنها تطورت، فأخذت الفنون ومصطلحات البلاغة تظهر وتشمل جوانب الجمال في الأسلوب وتداخلت الدراسات وامتزجت فكانت دراسة أسلوب القرآن تعتمد على البلاغة وكانت البلاغة تعتمد على الشاهد القرآني لتستعين به في توضيح المصطلحات وتثبيتها في الذهن إلى جانب الشواهد الشعرية والأدبية الأخرى.

  يكاد يجمع الدارسون الذين تحدثوا عن بداية ظهور المصطلحات البلاغية أن بعضها ظهر في كتب الدراسات القرآنية الأولى مثل كتاب «معاني القرآن» للفرّاء و «مجاز القرآن» لأبي عبيدة، ولكن المعنى الاصطلاحي البلاغي لم يكد يتميز بعد لأن البلاغة كانت ما تزال في طور نشأتها الأولى ولم تصل إلى مرحلة التحديد والتقسيم.


(١) البديع - عبد اللّه بن المعتز - اعتنى بنشره وتعليق المقدمة والفهارس - اغناطيوس كراتشوفسكي - دار المسيرة - بيروت - ط ٣ - ١٩٨٢ م - ص ١.