الفصل الرابع الشاهد والواقع الحضاري
  ويأتي ابن ظافر عبد الرحيم بن شيث «٦٢٥ هـ» في كتابه معالم الكتابة ومغانم الإصابة» يعقد فصلا للبلاغة يعرض فيه للإيجاز والمساواة.
  واختيار الألفاظ والسجع وبعض فنون البديع، ثم يأتي العز بن عبد السّلام الذي نزل القاهرة سنة «٦٤٠ هـ» في كتابه «الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز» لنصل إلى أحمد بن يوسف التيفاشي المغربي الجزائري نزيل مصر «٦٥١ هـ» وابن أبي الإصبع المصري «٦٥٤ هـ» ويعدّ الأخير هذا أكبر بلاغي ظفرت به مصر في القرن السابع الهجري في كتابين: «تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن» و «بديع القرآن».
  واستمر انشغال مصر بكتابي «ابن أبي الإصبع حتى منتصف القرن الثامن الهجري لتسهم في العناية بمباحث المشارقة في البلاغة. ويأتي القزويني ملخصا القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي ويحسن التلخيص مما جعل الشراح يعنون بتفسيره والتعليق عليه، ومن هؤلاء الشراح علي بن عبد الكافي السبكي «٧٧٣ هـ» في كتابه عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح» ونصل إلى القرن العاشر حيث الشروح والتقارير والحواشي على الكتب الأمهات المعروفة في قرون سابقة، ومن هذه الشروح كتاب «معاهد التنصيص على شواهد التلخيص» هذا الكتاب أخذ التلخيص متنا له فشرحه، وكان بحق ملمحا بلاغيا لتلك الفترة، وتأثر بالمكونات الثقافية والحضارية للقرن العاشر عامة وللبيئة المصرية خاصة، حيث نرى هذه التأثيرات في شواهده التي هي مجال حديثي هنا.
  أ - القرن العاشر الهجري يستحق أن يسمى قرن الموسوعات حيث أجد نفسي محقا إذا جعلت هذا المؤلّف دليلا على ذلك وسمة