المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

الفصل الرابع الشاهد والواقع الحضاري

صفحة 300 - الجزء 1

  والملاحي - بضم الميم وقد تشدد - عنب أبيض في حبه طول، ومعنى نوّر تفتح نوره. والشاهد فيه: المركب الحسي في التشبيه الذي طرفاه مفردان، الحاصل من الهيئة الحاصلة من تقارن الصور البيض الصغار المقادير في المرأى وان كانت كبارا في الواقع على الكيفية المخصوصة منضمة إلى المقدار المخصوص، والمراد بالكيفية المخصوصة أنها لا مجتمعة اجتماع التضام والتلاصق، ولا هي شديدة الافتراق، بل لها كيفية مخصوصة من التقارب والتباعد على نسبة قريبة مما نجده في رؤى العين بين تلك الأنجم، والطرفان والمفردان هما: الثريا والعنقود.

  وأبو القيس لم يقع لي إلى الآن اسمه، ...»⁣(⁣١).

  فأرى في هذا الشاهد السمة الموسوعية للعرض حيث الشاهد على قاعدة بلاغية معينة ويمتد الحديث إلى تفسير الشاهد مربوطا بالقاعدة فإيراد شواهده كثيرة مستحسنة لأمر ورد في الشاهد وبعد ذلك تناول قائل الشاهد بالخبر التراجمي، وهذه النماذج كثيرة يمكن الرجوع إليها عند كل شاهد بلاغي.

  ج - أشرت في موطن سابق إلى المصادر والمراجع التي اعتمدها العباسي، فالعباسي نوّع في مصادره، وكان حسن الاستخدام لها، لذلك كانت شواهده وتراجمه مرآة لثقافته، فالشاهد هو قول لشاعر أو أديب. هذا القول زينّه العباسي بترجمة لقائله ولو لم يكن العباسي شديد الحذق واسع المعرفة لما كانت هذه التراجم وهذه الأخبار التي لوّنت مبهجة الشاهد البلاغي.


(١) معاهد التنصيص ج ٢ ص ١٧ - ٢٥.