المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

الفصل الرابع الشاهد والواقع الحضاري

صفحة 301 - الجزء 1

  ومن ذلك: «ما ترجمه العباسي لامرئ القيس وهذه الترجمة تجدها مبثوثة في الأغاني وفي الشعر والشعراء، وفي طبقات فحول الشعراء»⁣(⁣١).

  فنراه يورد الترجمة ولا يكتفي بذلك بل يبرهن على موسوعيته الثقافية بإحالة القارئ إلى مواردها الأولى. وهكذا انتهج طريقة التأليفي في شواهده البلاغية، فهل هذه الطريقة متأثرة بالقزويني؟

  أم أنها صورة لثقافته الموسوعية؟.

  د - ترى ملمحا ثقافيا آخر عكسه مؤلف العباسي، حيث تنوع الثقافة والمعرفة جعلت العباسي ممتد الآراء والأفكار فلم يكتف بالرأي البلاغي عند إيراد الشاهد بل يعلل هذا الشاهد ويذكر غيره بإطاره نقدي واضح، فالبلاغة لم تكتف بغرضها القاعدي الجاف أو بالتعليمي البحت عن طريق تعزيز الشاهد للقاعدة عند العباسي بل للشاهد ذوق نقدي، وللعباسي آراؤه النقدية الواضحة في ثنايا حديثه وشرحه ومن ذلك عباراته النقدية «وما ألطف قوله في معنى رقة الحال» ...

  لي من الشمس حلة صفراء ... لا أبالي إذا أتاني الشتاء

  أخذوني بظاهري إذا رأوني ... عبد شمس تسؤني الظلماء

  وما ألطف قول البهاء زهير في هذا المعنى «من الخفيف»:

  أدركوني فبي من البرد همّ ... ليس ينسى وفي حشاي التهاب⁣(⁣٢)


(١) المصدر السابق ج ١: ٩.

(٢) معاهد التنصيص ١: ٢٧٣.