المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

مضمونه وأهميته

صفحة 26 - الجزء 1

  جعفر» حيث استفاد من سابقة «ابن المعتز» مع إضافة المسحة المنطقية والفلسفة اليونانية⁣(⁣١) بفضل اطلاعه على ما ترجم منها وظهر هذا التأثر في منهجه ومصطلحاته.

  ففي المنهج كانت تجربته محاولة لوضع منهج لنقد الشعر العربي على أسس عقلية فلسفية ومنطقية وفي مجال الاصطلاح نراه يأتي باصطلاحات جديدة لا عهد للنقاد القدامى من ذوي الذوق العربي - أمثال الأصمعي وابن سلام - بها، وانعطف إلى اتجاه جديد رائدة العقل ومنتجعه العلم.

  ويأتي العسكري ليزيد من مصطلحات البلاغة ويقف عند كل مصطلح منها مبينا حدّه موضحا إياه بالشواهد ليوصلها إلى خمسة وثلاثين مصطلحا بلاغيا مع إخراجه من دائرة البديع «الإيجاز والإطناب والسجع والازدواج والتشبيه وإدخاله في البديع المجاز والكناية والاستعارة».

  وبعد العسكري يأتي ابن رشيق ليزيد عليه ويذكر ما لم يذكره ويتعرض للفرق بين المصطلحات ويخالفه في تسمية بعضها.


(١) انظر بلاغة أرسطو بين العرب واليونان - إبراهيم سلامة ط ٢ - ١٩٥٢ - ص ٢١٦ ونقد الشعر.

- قدامة بن جعفر - تحقيق كمال مصطفى - ١٩٦٣ - في التمثيل ص ١٨١ والمقابلة ص ١٥٢ والمعاظلة ص ٢٠١ - ويقارن ذلك بما ورد عند أرسطو في كتابيه «الخطابة والشعر» الفصل الحادي عشر من الكتاب الثالث «الخطابة» ترجمة «رويلي» فقرة (٣ - ٤ - ٩).

- كذلك - أثر الفكر اليوناني على الناقدين العربيين قدامة والجاحظ - محمد عبد الغني المصري - ط ١ - ١٩٨٤ - ص ٣٥ - ١٢٤ والمصطلح النقدي في نقد الشعر - إدريس الناقوري - دار النشر المغربية - ١٩٨٢ م ص ٤١.