المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

مضمونه وأهميته

صفحة 27 - الجزء 1

  ونصل بعد ذلك إلى قمة التوهج وجذوة المباحث البلاغية في كتابي عبد القاهر الجرجاني «٤٧١ هـ» «أسرار البلاغة» و «دلائل الأعجاز» حيث عده البعض مؤسس علم المعاني في كتابه «دلائل الأعجاز» حيث حديثه عن التقديم والتأخير والتعريف والتنكير والذكر والحذف ومؤسس علم البيان في كتابه «أسرار البلاغة» حيث حديثه عن دقائق الصور البيانية كالمجاز والاستعارة والتشبيه.

  وإذا ما وصلنا إلى ابن منقذ «٥٨٤ هـ» وجدناه موردا لخمسة وتسعين مصطلحا.

  وتستمر المصطلحات البلاغية في الازدياد وعدم الاستقرار وصولا إلى السكاكي «٦٢٦ هـ» وابن مالك «٦٨٦ هـ» والقزويني «٧٣٩ هـ» حيث مرحلة الاستقرار واتخاذ الشكل الثابت.

  وتكون الخلاصة «إن فنون البلاغة ومصطلحاتها اختلفت وتطورت على مدى الأجيال، حتى استقرت في كتاب مفتاح العلوم للسكاكي، والتلخيص والإيضاح للخطيب القزويني وأخذت حينئذ دلالتها العلمية ومعناها الدقيق»⁣(⁣١).

  وبعد هذه الرحلة الطويلة في تاريخ المصطلح البلاغي تقوم الشروح والحواشي وحواشي على الحواشي وهي التقارير التي تشكل الملمح البلاغي للقرن العاشر الهجري.

  وهذه الشروح مع ما قيل فيها من أنها قد أعقمت الدراسات البلاغية، فإن لها غاية تعليمية لا ينكرها أحد، وذلك أن تلك الفترة من


(١) مصطلحات بلاغية - احمد مطلوب - المجمع العلمي العراقي - بغداد - ١٩٧٢ م - ص ٦.