المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

و - قيمة معاهد التنصيص البلاغية

صفحة 51 - الجزء 1

و - قيمة معاهد التنصيص البلاغية

  في هذا الفصل أريد القول أن القرن العاشر الهجري من القرون التي وسمت بالجمود والخمول فالبلاغة حسبما شاهدناها في إطارها التاريخي بدأت بالتكوين ثم النمو ثم الوصول لقمة التوهج وبعد ذلك التقعيد فالجمود ولكنني أعارض هذه السمة التي اتسم بها هذا القرن وأجعل دليلي على ذلك هذا الكتاب الذي سمحت لي هذه الدراسة بدراسته ومقارنته مع ما سبق من كتب البلاغة وبخاصة كتاب التلخيص.

  نعم أقول بأن البلاغة قعّدت على يدي السكاكي والقزويني ولم يعد المجال مفتوحا أمام لاحقيهم بالتسابق للإتيان بمصطلحات جديدة كما كان الحال عند العسكري وابن رشيق وقدامة وابن أبي الإصبع واسامة بن منقذ ولكن البلاغة من العلوم التي لن يغلق بابها أمام دارسيها على مرّ العصور، وهذا الكتاب خير شاهد على ذلك فهو كتاب اعتمد على ما يربو عن الثلاثمائة مصدر بما في ذلك التلخيص والمفتاح ولكنه خرج بحلة جديدة لم يعهدها مؤلفو البلاغة، هذه الحلة جعلت من القديم منبعا وجددت حسبما أملاه عليها العصر، فعصر القرن العاشر عصر الموسوعات والمجموعات، هذه الظاهرة راعاها العباسي في كتابه ولاحظنا ذلك من تراجمه وقضاياه وأخباره، كذلك راعى العباسي سمة هذا العصر حين تأليفه فنقل البلاغة بوسائل تتناسب ومعاصريه ثم تلتقي مع مستوياتهم الثقافية ولا تخرج عن الإطار النفسي والاجتماعي.

  وقيمة هذا الكتاب بلاغيا تكمن في مصطلحاته البلاغية التي بلغت تسعا وسبعين ومائة مصطلح كان العباسي مراعيا الأمانة العلمية حين نقلها من مصدرها: «التلخيص» مع الاهتمام بسمة العصر التعليمية في