دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

العلاج لهذا الداء

صفحة 127 - الجزء 1

  فيسخر جميع إمكاناته المادية وغيرها ضد ذلك الشخص المحسود.

  ومن أسبابه: عدم الرضاء بقضاء الله وقدره، وعدم الرضاء بقسمته تعالى بين عباده.

  ونتائج الحسد كثيرة، منها: المكر والخديعة، ومنها الشماتة بما يصيب المحسود من قِبَلِ الله سبحانه وتعالى من المحن والإختبارات، أو من قِبَلِ الناس، فلا شيء أحب إليه من أن تصيبه العاهات والأمراض والمشاكل.

  ومن النتائج - أيضاً - سوء الظن، فإنه لولا حسد الحاسدين وبغض الباغضين ما ساءت الظنون، ولا كثرت التخيلات الباطلة، يقول الرسول الأكرم ÷: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث».

  ولننظر إلى محاربة الإسلام لهذا الداء الوبيل الممقوت، لقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة كاملة تتلى صباحاً ومساءً في القرآن الكريم: : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ٢ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ٤ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥}.

  ويقول الرسول ÷ فيما يرويه عن ربه: «الحاسد عدو لنعمتي، سخط لقضائي، غير راضٍ بقسمتي التي قسمت بين عبادي».

العلاج لهذا الداء

  ١ - من خلال التأمل لنظرة الإسلام عن هذا الشعور البطّال، والخلق الذميم، نعرف أن العلاج يتمثل في التالي:

  ٢ - الإيمان بالله ورسوله، والإيمان بقضاء الله وقدره، والرضى الكامل بقسمته تعالى بين خلقه.

  أ ن يشتغل الإنسان بما يخص حاله وما يعنيه، ويترك الناس لرب الناس، فهو الذي سبحانه سيحاسبهم {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ٨٩}⁣[الشعراء].