مرض الرياء وأخواته
  ٣ - الصبر على الحالة التي يعيشها الإنسان، وليعلم أن الحياة ليست إلا دار ممر، مزرعة فقط ستجني ثمارَها بعد الموت.
مرض الرياء وأخواته
  إن مرض الرياء من الأمراض الخطيرة، وإذا تمكن من القلب فإن علاجه يكون عسيراً جداً، ولا يزول إلا بعد وقت وقد يطول، فهو خلق ذميم غالباً ما يكون مخفياً، وآثاره تخرج إلى المشاهد بيّنة واضحةٍ.
  وتعريف الرياء: فعل أمر مستحسن - أي طاعة - يفعله الشخص ليراه غيره عليه، طلباً للثناء من ذلك الغير، أو طلباً لحطام الدنيا مالاً كان أو جاهاً، أو ما شابه ذلك.
  والعجب: هو مسرة بحصول أمر يصحبها تطاول على من لم يحصل له مثل ذلك الأمر، إما أن يتطاول قولاً أو فعلاً.
  والمباهاة: نوع خاص من الرياء، وهي أن يجتهد الإنسان في إظهار بعض الخصال التي يشرف بها عند الناس؛ طلباً للتعظيم، مثلاً المباهات بحلق التدريس وكثرة أهلها، والمباهات بالعشيرة، ونحو ذلك.
  هذا هو الرياء، وهذا تعريفه وبعض أقسامه ..
  كم هي سخرية واستهزاء بجبار السماوات والأرض، عندما يطلب من الإنسان أن يعمل له وحده خالصاً، فلا يرضى إلا أن يشرك معه في ا لشكر والخضوع والعبادة إنساناً مثله ضعيفاً مقهوراً محتاجاً، وكل ما يرجوه في المقابل من ذلك الإنسان لا يصل إليه إلا بتسخير من الله سبحانه وتعالى.
  إنه عمل مرفوض، لا يقبل الله منه مثقال ذرة، بل يدَعَهُ لذلك الشريك، ففي الحديث: «إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الأولين والآخرين ببقيع واحد، ينفذهم البصرُ، ويسمعهم الداعي، يقول: «أنا خير الشريك، من كان يعمل عملاً في الدنيا كان لي فيه شريك فأنا أدَعَهُ اليوم، ولا أقبل إلا خالصاً ...» الحديث.