دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

أوصاف المحبين

صفحة 139 - الجزء 1

  أغناك، وسترك وآواك، المحب عينه لا تنام، همته الصلاة والصيام، أهل المحبة إذا جنَّهم الليل أَرِقُوا، وإذا أضاءهم الصبح فَرَقوا، وإذا قُرئ القرآن صاحوا، وإذا ذكروا ذنوبهم ناحوا، من كان بالله أعرف، كان من الله أخوف، من رجا طلب، ومن أحب تقرب، ومن خاف هرب، ينام الناس ولا ينام، ويضحك الناس ولا يضحك، الأحزان تهدُّ الأركان، وتشيّد الإيمان، إن الله يحب كل قلب حزين، الحزن عمارة القلب الخراب، المحزون يفتح له الباب، كلام المحزون في خلوته يقول: كأني بك وقد تجرعت مرارة المذاق، وقيل: إلى ربك المساق، كأني بالغطاء وقد كشف، كأني بالوعد وقد اقترب، وبالوعيد وقد وجب، كأني بك في اللحود، مُضَِاجع للدود، كأني بالمظلوم، وقد تعلق بالظالم، كأني بهذا الضياء وقد أظلم، وبهذا العمر وقد انصرم، كأني بالمنادي وقد نادى، وبالليل والنهار وقد بَادَا، كأني بهذا الجسد وقد ذهب عنه النشاط، وطوي من تحته البساط».

  هذا هو المحب في الله، وأما الحب في الله، فهو أن يميل قلبك إلى كل من يعمل بطاعة الله، ويجتنب كل ما نهى الله عنه، من كان من المؤمنين، واتصف بصفات الصالحين التي يحبها الله، فهذا يجب أن يدخل قلبك حبه، ومن القلب تنعكس الأفعال والحقوق التي عليك لأخيك هذا، مع قطع النظر عن الحب الذي يكون في قلبك لهذا الشخص؛ لاعتبارات أخر، مثلاً: حب الوالدين، والأولاد، وحب الزوجة، وحب القرابة، حب ذي النعمة وغيرهم، الحب في الله منزلة خالصة فوق هذا وذاك.

  والبغض في الله عكس هذا تماماً، فكل من خالف أوامر الله وأسخط الله سبحانه فهو العدو الذي لا يرحم، والبغيض الذي يكره ويسخط، يجب أن يكون قلبك مملوءاً عليه بغضاً وكراهية وعداوةً له ولأعماله التي يمارسها، سواء كان ذلك الشخص قريباً أو بعيداً.