صلة الأرحام
  {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}[النحل].
  ويقول تعالى مخوفاً: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ٢٢ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ٢٣}[محمد].
  لقد حرص الإسلام على تمتين العلاقة بين أفراد الشبكة المحيطة بالإنسان، لما لها من دور كبير في سلامة جميع أفراد المجتمع، وفي حماية الإنسان وسط هرج ومرج وصخب الحياة، وقد جعل الإحسان إلى ذوي القربى بعد الإحسان إلى الوالدين مباشرة: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى}[البقرة: ٨٣].
  ولقد رغب الرسول الأعظم محمد ÷ كثيراً في مواصلة الأرحام حتى وإن قطعوك، وحث على إعطائهم وإن منعوك، وضمن لك ضمانات تجعلك في سعادة دنيوية وأخروية، روي عنه ÷ أنه قال: «من يضمن لي واحدة أضمن له أربعاً، من يصل رحمه فيحبه أهله، ويكثر ماله ويطول عمره، ويدخل جنة ربه»(١).
  وقال ÷: «إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاثاً(٢)، فيجعلها الله ثلاثاً وثلاثين، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون، فيجعلها الله ثلاثاً»(٣).
  ويقول ÷: «من أحب أن يُملى له في عمره، ويبسط له في رزقه، ويستجاب له الدعاء، ويدفع عنه ميتة السوء، فليطع أبويه في طاعة الله، وليصل رحمه، وليعلم أن الرحم معلقة بالعرش تأتي يوم القيامة لها لسان طَلْقٌ ذَلْقٌ تقول: اللهم صل من وصلني، اللهم اقطع من قطعني، قال: فيجيبها الله تبارك
(١) الأحكام: ٢/ ٥٢٨.
(٢) هكذا في الأصل.
(٣) الأحكام: ٢/ ٥٢٨.