صلة الأرحام
  وتعالى: إني قد استجبت دعوتك، فإن العبد لقائم يرى أنه بسبيل خير، حتى تأتيه الرحم فتأخذ بهامته فتذهب به إلى أسفل درك من النار بقطيعته إياها كان في دار الدنيا».
  هذا الحديث رواه الإمام الهادي #، عن الإمام الأعظم زيد بن علي #، عن رسول الله ÷(٢).
  أخي المؤمن: العبادة ليست محصورة في صلاة، وصوم، وحج، وزكاة، بل العبادة شاملة حقوقاً لله كانت أو حقوقاً للآخرين، والصدقة قربة، وهي للأرحام ثنتان.
  روي عن الرسول ÷: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى الرحم ثنتان»(٢)، وقال ÷: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح»(٣). ويقول ÷: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها»(٤). يقول الإمام السبط الحسن بن علي #: «لو شتمني رجل في أذني هذه، واعتذر إليّ منه في أذني هذه لقبلت منه»(٥).
  أخي المؤمن: فارسم لك جدولاً لصلة أرحامك من آباء وأمهات، وإخوان وأخوات وأولاد، وأعمام وعمات، وأخوال وخالات، وغيرهم.
  والصلة قد تكون بالمال، أو بالسلام، والعفو عن المسيء، والمبادرة إلى الإصلاح، والمشاركة في الأفراح، والحضور في الأتراح.
  قال الإمام الصادق #: (صل رحمك ولو بشربة ماء، وأفضل ما تواصل به الرحم كف الأذى عنه، وصلة الرحم منسأة في الأجل ومحببة في الأهل).
(١) انظر: كتاب الأحكام: ٢/ ٥٢٧.
(٢) رواه الترمذي برقم: (٥٩٤).
(٣) أخرجه أحمد برقم (١٤٧٨١)، وبرقم (٢٢٤٢٠).
(٤) رواه الترمذي برقم (١٣٣١)، كتاب البر والصلة، ورواه أبو داود برقم (١٤٤٦).
(٥) الأحكام: ٢/ ٥٤٥.