الدرس الحادي والعشرون أهمية الصداقة والأصدقاء
  ومن الأشياء المهمة في الصداقة التسرع في الحكم على الآخرين، وهذا من الخطأ بمكان، بمجرد أنك رأيت شخصاً مرة واحدة أو مرتين يتحدث مع شخص هو متهم في دينه، أو راكباً في سيارته فتحكم جازماً على ذلك الشخص المعروف بالاستقامة بالفسق وجرح العدالة، بسبب هذا الموقف الواحد، فقد يكون وقوفه معه لأجل النصح والإرشاد والأمر بالمعروف.
  الحكم لا يكون إلا إذا استمرت هذه الصداقة المشبوهة فترة كافية من الزمن، والعبرة بالآثار والثمار من تلك العلاقة؛ فلقد قيل: «قل لي من تصادق؟ أقلك من أنت».
  هذا وبعد الارتباط بين الصديقين أو الثلاثة أو الأكثر، فإن الإسلام جعل للأصدقاء حقوقاً على بعضهم البعض، فلخصها:
  ١ - أن تؤثر صديقك على نفسك في المال، وهذه أعلى رتب الإيثار، ثم أن تنزله منزلة نفسك، ثم تنزله منزلة ولدك، وهذه أدنى رتبة.
  ٢ - تقديم العون وقضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال.
  ٣ - أن تدعوه بأحب الأسماء إليه، وتثني عليه بمحاسن أحواله وأعماله، خاصة مع غيبته؛ حتى لا يدخل الصديق مع صديقه في باب المداهنة، وهو باب سوء، كذلك تشكره على صنعه في حقك، وتذب عنه بكل ما لديك من قوة في حال تعرضه لأي أذى، أو تعرض عرضه أو أهله وولده.
  ٤ - لا تماريه ولا تجادله، وأما المناقشة من أجل الفائدة فلا بأس بذلك مع الالتزام بآدابها.
  ٥ - لا تتجسس عليه وتبحث عن أخباره التي لا يريد أن يطّلع عليها أحد كائناً من كان.
  ٦ - أن تحفظ أسراره التي يلقيها إليك أو تطَّلع عليها منه، وليس شرطاً أن يطلب منك كتمها بل أنت ومعرفتك.