دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الرابع والعشرون قصيدتان

صفحة 180 - الجزء 1

  والقصيدة الثانية منسوبة إلى زين العابدين، ورائد الخاشعين، الإمام علي بن الحسين #، قال فيها:

  ليس الغريب غريب الشام واليمن ... إن الغريب غريب اللحد والكفن

  إن الغريب له حق لغربته ... على المقيمين في الأوطان والسكن

  لا تنهرنّ غريباً حال غربته ... الدهر ينهره بالذل والمحن

  سفري بعيد وزادي لن يبلغني ... وقوتي ضعفت والموت يطلبني

  ولي بقايا ذنوب لست أعلمها ... الله يعلمها في السر والعلن

  ما أحلم الله عني حيث أمهلني ... وقد تماديتُ في ذنبي ويستُرني

  تمر ساعات أيامي بلا ندم ... ولا بكاء ولا خوف ولا حزن

  أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً ... على المعاصي وعينُ الله تنظرني

  يازلةً كتبت في غفلةٍ ذَهبتْ ... ياحسرةً بقيتْ في القلب تحرقني

  دعني أنوح على نفسي وأندُبها ... وأقطع الدهر بالتفكير والحزن

  دع عنك عذلي يا من كان يعذلني ... لو كنتَ تعلم ما بي كنتَ تعذرني

  دعني أسحّ دموعاً لا انقطاع لها ... فهل عسى عَبْرَة منها تخلصني

  كأنني بين كل الأهل منطرحاً ... على الفراش وأيديهم تقلبني

  وقد تجمّع حولي من ينوح ومن ... يبكي علىّ وينعاني ويندبني

  وقد أتو بطبيب كي يعالجني ... ولم أر الطب هذا اليوم ينفعني

  واشتد نزعي وصار الموت يجذبها ... من كل عرق بلا رفق ولا هون

  واستخرج الروح مني في تغرغرها ... وسار ريقي مريراً حين غَرْغَرَتي

  وسلّ روحي وظل الجسم منطرحاً ... بين الأهالي وأيديهم تقلبني