الدرس الثامن والعشرون الإمام علي # وليلة القدر
الدرس الثامن والعشرون الإمام علي # وليلة القدر
  الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، إنه أمَّة بحالها، لها ملامحها الخاصة، في أي الميادين جئت تتحدث عنه وجدَتُه أعظم إنسان عرفه التاريخ، فإذا قيل من أشجع الناس؟ قيل علي، وإذا قيل من أعلم الناس، وأبلغ الناس في مواعظه؟ قيل علي، وإذا قيل من أزهد الناس؟ قيل: علي، ... وهكذا، وهكذا.
  وهنا سؤال وجواب حول شخص أمير المؤمنين علي #، قدم السؤال العلامة صاحب (شرح نهج البلاغة) عز الدين بن أبي الحديد ¦ فأجاب عليه أحد العلماء، ويسمى أبو جعفر الحسني.
  قال العلامة ابن أبي الحديد في شرحه (١٠/ ٢٢٣) قلت: ما سبب حب الناس لعلي بن أبي طالب #، وعشقهم له، وتهالكهم في هواه؟ ودعني في الجواب من حديث الشجاعة، والعلم، والفصاحة، وغير ذلك من الخصائص التي رزقه الله سبحانه الكثير الطيب منها؟
  فضحك، وقال لي: «كم تجمع جراميزك عَليَّ، ثم قال: ها هنا مقدمة ينبغي أن تُعلم، وهي أن أكثر الناس موتورون من الدنيا، أما المستحقون فلا ريب في أن أكثرهم محرومون نحو عالمٍ يَرَى أنه لا حظ له في الدنيا، ويرى جاهلاً غيره مرزوقاً وموسعاً عليه، وشجاع قد أبلى في الحرب وانتفع بموضعه ليس له عطاءٌ يكفيه ويقوم بضروراته، ويرى غيره وهو جبانٌ فشِلٌ يَفْرَقُ من ظله مالكاً لقطر عظيم من الدنيا، وقطعة وافرة من المال والرزق.
  وعاقلٍ سديد التدبير، صحيح العقل قد قُدِرَ عليه رزقُه وهو يرى غيره أحمق مائقاً تُدَرُّ عليه الخيرات وتتحلّب عليه أخْلافُ الرزق.
  وذي دينٍ قويم وعبادةٍ حسنة، وإخلاص وتوحيد وهو محروم ضيق الرزق، ويرى غيره يهودياً أو نصرانياً أو زنديقاً كثير المال حسن الحال.