الدرس الثامن والعشرون الإمام علي # وليلة القدر
  ففي هذه السورة القرآنية الكريمة موقف وأيما موقف، إنه يوضح بجلاء أن عبادة الصوم بالإضافة إلى أنها عبادة وامتثال للخالق - سبحانه وتعالى - فهي إيثار وعطاء، وحب للآخرين ليس له مثيل، فالإمام علي # مع أهل بيته الكرام جاعوا وتحملوا المشقة ليطعموا الآخرين، ثلاثة أيام صَبْرٌ على الجوع ومحنته، والقصة مشهورة في تاريخ الإسلام.
  وأما الركن الخامس وهو الحج، ففيه الإنذار والبراءة، فقد كلف الرسول ÷ الإمام علي # بتنفيذه، وكانت هذه المهمة الصعبة في العام التاسع الهجري.
  وليكن على بالنا دائماً حديث الرسول ÷ وقوله المدوّي، وذلك عندما خرج الإمام علي # لمبارزة عمرو بن عبد ود العامري يوم الأحزاب، حيث قال ÷: «برز الإيمان كله للشرك كله».
  ولا بأس بلمحة خاطفة من ذكر فضائل مولانا أمير المؤمنين علي #، فضائل جاءت على لسان المصطفى خير البشر، الحبيب محمد ÷:
  يقول ÷: «أقضى أمتي بكتاب الله علي بن أبي طالب، فمن أحبّني فليحبه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي».
  وقال ÷: «يا علي بحبك يعرف المؤمنون وببغضك يعرف المنافقون، فمن أحبك من أمتي فقد برئ من النفاق، ومن أبغضك لقي الله ø منافقاً».
  وعن علقمة بن قيسٍ، والأسود بن يزيد، قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، قلنا: يا أبا أيوب، إن الله ø أكرمك بنبيه ÷ إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك، وكان رسول الله ÷ ضيفاً لك فضيلةً من الله فضلك بها، فأخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالبٍ؟
  قال أبو أيوب: فإني أقسم لكما لقد كان رسول الله ÷ معي في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله ÷، وعلي جالسٌ عن يمينه، وأنا جالسٌ عن يساره، وأنس بن مالكٍ قائمٌ بين يديه إذ تحرك الباب، فقال