الدرس الثامن والعشرون الإمام علي # وليلة القدر
  والعطاء منذ تلك اللحظة، يسدُّ جناحه في صلاته عند الكعبة، وخلفهما زوجة الرسول المخلصة أم المؤمنين خديجة الكبرى بنت خويلد ^.
  وقفوا بدون مبالاة بطغاة الجاهلية، وعفاريت الشرك وجلاوزته، وأقطاب الكفر وأركانه.
  وقفوا عند الكعبة التي ولد فيها أمير المؤمنين #، فلقد ذكرت التواريخ وأكدت: أن فاطمة بنت أسد أم الإمام علي # جاءها الطَّلْقُ وهي في الحرم، فتوجهت إلى الكعبة، ودخلت ووضعت فيها مولودها الأغر المبارك، هناك في أفضل مقام على الإطلاق، القبلة التي نتوجه إليها ليل نهار، ونطوف حولها في حجنا وعمرتنا.
  تلك كانت مكان مولد الوصي الإمام علي # ... انظروا فهو # يتضرج بدمائه الطاهرة عند الصلاة متوجهاً إلى تلك البنية المقدسة، الكعبة المشرفة، وهذا هو الركن الثاني من أركان الإسلام كما هو معلوم.
  والركن الثالث الزكاة، نحن نقرأ القرآن، ففي سورة المائدة قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}[المائدة].
  والمفسرون مجمعون - إلا من شذّ - على أن الإمام علي # هو المقصود بهذا الفضل الكبير، والثناء العظيم، فهو الذي تصدّق وزكّى بخاتمه وهو يصلي في ركوعه.
  وكذلك عند شهر الصوم وهو الركن الرابع: ففي سورة (الإنسان): {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠}[الإنسان].