الدرس الثامن والعشرون الإمام علي # وليلة القدر
  صلحت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب».
  أخي المؤمن إذا أردت التحليق في سماء الرحمة، واللحوق بركب تلك الأنفس المطمئنة ... إذا أردت الحياة السعيدة، فعليك بالخوف من الجليل، والخشية لرب الأرض والسماء، والرجوع إلى الرحمن الرحيم، بقلب مخلص صادق منيب.
  فالإنسان ليس معصوماً عن الأخطاء، ولكن عليه الحذر من الوقوع فيها، وإذا تورَّط رجع سريعاً، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ١٣٦}[آل عمران].
  الخوف والخشية مقام من أرفع مقامات الدين، وصفة عظيمة وصف الله بها عباده وأوليائه في القرآن الكريم، وجاء وصفهم على لسان الرسول الأكرم ÷.
  فلقد ذكر الله تعالى الخوف والخشية في الكتاب العزيز في نحو خمسين موضعاً، وكل موضع يوضح بجلاء أهمية الخوف والخشية وضرورة استشعارهما في قلب المؤمن الصادق في إيمانه، بل نجد إن الله تعالى قد حصر الإيمان الحقيقي في الخائفة قلوبهم المزدادة إيماناً بآياته قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٤}[الأنفال].
  ويقول تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ٣٤}[لقمان].