دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

تأنيب الله للإنسان بسبب قسوة قلبه

صفحة 214 - الجزء 1

وأقسام الخوف ثلاثة

  ١ - الخوف المحمود: وهو الذي يكون حاثاً على الطاعات، وحاجزاً عن السيئات، وهو الخوف المشعر بعظمة الله خالق الأرض والسماء، وأي خوف لا يحقق هذه الأشياء فوجوده كعدمه.

  ٢ - الخوف المذموم: وهو الخوف الذي يدعو صاحبه الى اليأس والقنوط من رحمة الله، وحتى يكون باعثاً في نفس الإنسان الكسل عن الطاعات، بمعنى أن يكون الإنسان قد ارتكب ذنوباً فظن أن الله لن يغفرها له، فقنط من رحمة الله ويأس من رَوْحه.

  ٣ - الخوف المؤقت: وهو الخوف الذي يتأثر الإنسان فيه حال سماع أية زجر قرآنية، أو عند مشاهدة آية كونية هائلة، فإذا غابت هذه الأسباب رجع القلب إلى الغفلة وإلى القساوة والإعراض، ويعتبر هذا الخوف خوفاً لله قاصراً.

  ولنعلم أنه لا يستحق الخوف والخشية إلا جبار السموات والأرض، والمنعم المتفضل الدائم سبحانه، والمراد به الخوف والخشية الديني.

  وأما الخوف والخشية الجبلي فليس على الإنسان فيه تكليف، كما حقق ذلك العالم الزمخشري في كتابه (الكشاف) عند تفسير سورة التوبة، في قوله تعالى: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣}⁣[التوبة].

  إذاً يكون الخوف والخشية الديني لله وحده فقط، قال تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٥}⁣[آل عمران].

  وقال تعالى: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}⁣[البقرة: ١٥٠]، وكقوله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}⁣[المائدة: ٤٤].

تأنيب الله للإنسان بسبب قسوة قلبه

  نجد الله سبحانه وتعالى يؤنب الانسان على قساوة قلبه، ويضرب له أمثلة بما حوله من الجبال والأحجار؛ علَّه يعتبر وينزجر، كما في قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ