أهل الخشية لله سبحانه وتعالى:
  يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ١٠٨}[النساء].
  وقد قيل إنها نزلت في رجل من المسلمين، يدعى (طعيمة بن أُبَيْرق) وذلك أنه سرق درعاً ورماه في دار يهودي، وبيت في نفسه قولاً، وهو أنه سيحلف أنه بريء من سرقة الدرع فيصدقه المسلمون؛ لأنه على دينهم ولا يصدقون اليهودي ..
  هذا الشخص من الذين يخافون من الناس ويخشونهم، ولا يخافون من الله، وهو المطلع على جميع أحواله. والقصة مشهورة.
أهل الخشية لله سبحانه وتعالى:
  الملائكة هم عباد لله مكرَّمون، أفضل الخلق على الإطلاق، وأكرمهم عنده، يخافون الله ويخشونه أشد خشية وأعظم خوف، يقول الله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٥٠}[النحل].
  ولقد روي عن رسول الله ÷: «إن لله ملكاً ما بين جنبيه خفقان الطير المسرع خمس مائة عام، وإنه ليتضاءل حتى يصير كالعصفور من خشية الله تعالى)، وفي حديث آخر: (إن لله ملكاً ما بين شقر عينيه مسيرة مائة عام ...» الحديث.
  هذا هو خوف ملائكة الرحمن $ فكيف حالنا نحن المساكين الضعفاء.
  ويأتي بعد الملائكة في الخوف الأنبياء والرسل $ قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ٣٩}[الأحزاب].
  فالخوف لله والخشية له على قدر معرفة ذلك الشخص، فمن كان به أعرف كان له أخشى، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر].
  والأنبياء $ يتصدرون بني البشر في هذا، يقول الله تعالى في حق نبينا وعظيمنا محمد ÷: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣}[الأنعام].
  ولقد روت عائشة زوج الرسول الأعظم ÷: «أن رسول الله ÷