دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

شهر رمضان الكريم

صفحة 25 - الجزء 1

  للمؤمن ليحاسب فيه نفسه، ويقف معها بحزم وصدق وجد.

  فعلينا أن نتذكر هذه المكانة وهذه القداسة لهذا الشهر الأغر، فقد روي أن الرسول ÷ في آخر جمعة من شعبان خطب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إنه قد أظلكم شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ وهو شهر رمضان، فرض الله ø صيامه، وجعل قيام ليلةٍ منه بتطوع صلاةٍ كمن تطوع سبعين ليلةً فيما سواه من الشهور، وجعل لمن تطوع فيه بخصلةٍ من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضةً من فرائض الله ø فيما سواه، ومن أدى فريضةً من فرائض الله ø فيه كمن أدى سبعين فريضةً من فرائض الله ø فيما سواه من الشهور، وهو شهر الصبر وإن الصبر قوامه الجنة، وهو شهر المواساة وهو شهرٌ يزيد الله تعالى فيه في رزق المؤمن.

  ومن فطر فيه مؤمناً صائماً كان له عند الله ø بذلك عتق رقبةٍ ومغفرةٌ لذنوبه فيما مضى، فقيل له: يا رسول الله ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائمًا.

  فقال: إن الله تعالى كريمٌ يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقة من لبنٍ يفطر بها صائماً، أو شربةٍ من ماءٍ عذبٍ أو تميراتٍ لا يقدر على أكثر من ذلك، ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله ø حسابه، وهو شهرٌ أوله رحمةٌ، ووسطه مغفرةٌ، وآخره إجابةٌ وعتقٌ من النار، ولا غنى بكم عن أربع خصالٍ: خصلتان ترضون الله بهما، وخصلتان لا غنى بكم عنهما. أما اللتان ترضون الله تعالى بهما: فشهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة، وتسألون الله تعالى العافية وتتعوذون به من النار».

  وعن علي #، قال: «لما كانت أول ليلة من شهر رمضان، قام رسول الله ÷، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس، قد كفاكم الله عدوكم من الجن ووعدكم الإجابة، وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]،