دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

شهر رمضان الكريم

صفحة 24 - الجزء 1

  ومن فضائل الصوم - أيضاً - يقول الرسول ÷: «وكَلَ اللهُ ø ملائكةً بالدعاء للصائمين».

  إن الصوم يذل النفس الأمارة بالسوء، ويكسر شهواتها العاتية؛ لأن الامتناع عن الأكل يكسر شهوة البطن وشهوة الفرج، وعند ذلك تجلى عظمة الخالق سبحانه أمام الصائم، فيكسبه الخوف والخشية والخشوع والذلة، ويمنعه من الكبر، ويُلزمه السكينة والوقار، ولذا قال الله تعالى في آخر الآية التي توجب صيام شهر رمضان: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣}⁣[البقرة].

  والبطن إذا امتلأ تحركت جيوش الشهوات، وطلائع الآمال.

  وكل الوقت الذي يعيشه الصائم عبادة لله سبحانه في يقظته ونومه، فقد روي عن رسول الله ÷: «نوم الصائم عبادة، ونفسُهُ تسبيح» ويقول ÷: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة يوم القيامة، ينادي المناد: أين الضامئة أكبادهم، وعزتي لأروينهم اليوم».

  وقال رسول الله ÷: «الأعمال عند الله سبعةٌ: عملان موجبان، وعملان بأمثالهما، وعملٌ بعشرة، وعملٌ بسبعمائةٍ، وعملٌ لا يعلم ثوابه إلا الله.

  فأما الموجبان: فمن لقي الله تعالى يعبده مخلصاً لا يشرك به شيئاً وجبت له الجنة، ومن لقي الله قد أشرك به وجبت له النار، ومن عمل سيئةً جزي مثلها ومن أراد أن يعمل حسنةً ولم يعمل بها جزي مثلها، ومن عمل حسنةً جزي عشراً ومن أنفق مالاً في سبيل الله ضوعفت له نفقته الدرهم بسبعمائةٍ، والدينار بسبعمائةٍ، والصيام لله لا يعلم ثواب عامله إلا الله تبارك وتعالى».

شهر رمضان الكريم

  هو ربيع القرآن الكريم، شهر التوبة، وشهر العبادة، منحة ربانية للمؤمنين، وغنيمة باردة للموحدين، الأجر فيه مضاعف، والدعاء فيه مستجاب، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة، شهر الرحمة، وشهر العتق من النار، فرصةُ