ومنها: صيام شهر رجب الأصب، ومنها: صيام شهر شعبان الأغر، وغير ذلك، وفي ذلك روايات كثيرة، ولنذكر بعضاً منها:

  روى الإمام المرشد بالله # في كتابه (الأمالي) بسنده عن الإمام علي بن أبي طالب #، قال: قال رسول الله ÷: «دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون الأيام البيض».

  وفي كتاب (الأحكام) للإمام الهادي إلى الحق #، قال: بلغنا عنه # - أي: عن الإمام علي - أنه قال: (صيام ثلاثة أيام في كل شهر صيام الدهر، وهنَّ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصدر) فقيل له: وما وحر الصدر؟ قال: (إثمُهُ وغِلّه).

  وفي كتاب (الإرشاد إلى نجاة العباد) للقاضي العلامة الولي عبد الله بن زيد العنسي ¦ في سياق حديث طويل: «ومن صام من رجب ثلاثين يوماً نادى مناد من السماء: يا عبد الله أمّا ما قد مضى فقد غُفِرَ لك، فاستأنف العملَ فيما بقي، وأعطاه الله في الجنان كلها، وفي كل جنة أربعين ألف بيت، وفي كل بيت أربعين ألف ألف مائدة من ذهب، على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة، في كل قصة أربعون ألف ألف لون من الطعام والشراب، لكل طعام وشراب من ذلك لون على حده.

  وفي كل بيت أربعون ألف ألف سرير من ذهب، طول كل سرير ألف ذراع في ألفي ذراع، على كل سرير جارية من الحور العين، عليها ثلاثمائة ألف ذؤابة من لؤلؤ، يحمل كل ذؤابة سبعون ألف ألف وصيفة، يفوح منها المسك والعنبر إلى أن يوافيها صائم شهر رجب، هذا لمن صام شهر رجب كله.

  قيل: يا نبي الله فمن عجز عن صيام شهر رجب لضُعْف أو علةٍ كانت، أو امرأة غير طاهرة تصنع ماذا لينال ما وصفت؟

  قال: يتصدق بهذه الصدقة كل يوم رغيف على المساكين، والذي نفسي بيده إنه إذا تصدق بهذه الصدقة كل يوم ينال ما وصَفْتُ وأكثر، إنهم لو اجتمعوا جميع