شهر رمضان الكريم
  عن أبيه عن جده عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «من هجم عليه شهر رمضان صحيحاً سليماً فصام يومه، وصلى ورداً من ليله، وحفظ فرجه ولسانه، وكف يده وغض بصره، وحافظ على صلواته مجموعةً، وشهد جمعه، ثم بكر إلى عيده حتى يشهده فقد استكمل الأجر، وصام الشهر، وأدرك ليلة القدر، وانصرف بجائزة الرب ø».
  قال أبو جعفرٍ #: أما أنها ليست كجائزة الأمراء.
  أيها الأخوة ... إن من الخطأ بمكان خلال أيام هذا الشهر الفضيل: عدم التحري عند الإفطار وتناول الأكل قبل تيقن دخول الليل وظهور علاماته، وطبعاً في هذا ضياع الصوم تماماً، فصاحبه يكتب في سجل المفطرين لشهر رمضان، خمس دقائق أو أكثر أو أقل لا تشق، وينبغي في هذا الوقت بالذات الاشتغال بالدعاء، فهو من المواطن المستجابة: «اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبله منا» كان هذا دعاء رسول الله ÷ إذا أفطر.
  كان الحديث حول شهر رمضان، وإذا أردنا الحديث عن الصوم بشكل عام، فلنعلم: أنّ الصوم والمداومة عليه من جملة أشرف الطاعات، فبالصوم يقوى العبدُ على العبادة، وتدفع عنه خطورة الشهوات المرديات، ويُكسب العبد الخوف والخشية والخشوع لجبار السموات والأرض، ولقد قيل في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}[البقرة: ٤٥] أن المراد بالصبر: الصوم.
  وعلى كل حال الصيام هو الشعار لأولياء الله الصالحين والمخلصين، ومع هذا كله فقد رغّب الإسلام العظيم في صيام أيام محدّدة، بل وأشهر معلومة، وفي ذلك أحاديث لا تحصى، منها: صيام أيام البيض (الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر) وصيام الأيام التسع في أول شهر ذي الحجة، ومنها: صيام يومي الخميس والاثنين، ومنها صيام ست من شوال، وصوم يوم عاشوراء ويوماً قبله أو يوماً بعده.