دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الخامس القرآن الكريم المعجزة العظمى

صفحة 40 - الجزء 1

  من قبلكم، وخبر معادكم، وإليه منتهى أمركم، فإياكم ومشتبهات الأمور وبدعها؛ فإن كل بدعة ضلالة)⁣(⁣١).

  وقال القاسم بن إبراهيم # في كتاب (المديح الكبير للقرآن): (فكتاب الله إمام لكل مهتد من خلق الله ورشيد أعزه من الوهن والتداحض فلا يتصلان به أبداً، ومنعه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ إذ حفه بالنور والهدى، فنوره وهداه مقيمان أبداً معه، مضيئان مشرقان لمن قبله عن الله وسمعه، ساطع فيه نور شمسهما، بين هداه ونوره لملتمسهما، لا يميلان بمتبع لهما عن قصده، ولا يمنعان من طلب رشدهما عن رشده، بل يدلانه على المراشد، ويقصدان به الأمور المسعدة التي لا شقاء أبداً معها، ولا يضل أبداً من اتبعها، فرحم الله امرأً نظر فيه فرأى سعادته ورشده وهداه، فجانب شقوته وغيه ورداه، قبل أن يقول يوم القيامة مع القائلين: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ١٠٦}⁣[المؤمنون] فضلال من ترك كتاب الله لايغبا إلا على من لم يهبه الله عقلاً ولباً، كتاب نزله الله الرحيم الأعلى برحمته من فوق السماوات العلى، فأقر في أرضه قراره، وبث في عباده أنواره، فنوره ظاهر لا يخفى، وضياؤه زاهر لا يطفى).

  وقال ولده محمد بن القاسم: (وبعد: فإن الله بفضله ورحمته جعل من عظيم ما مَنَّ به علينا وعليكم من نعمته ما هدانا وهداكم إليه، ودلنا ودلكم عليه من طلب حقائق الحق، حين ضل عن ذلك كثير من الخلق في تنزيل الله سبحانه وكتابه؛ إذ لا يًوصل إلى حقيقة حق إلا بأسبابه، ولا يًهْتَدى إلى صواب رشد إلا بمفاتيح أبوابه، فمن فتح الله له أبواب علم الكتاب علم حقائق البر والهدى والصواب).

  وقال الإمام الهادي إلى الحق #: (إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً إلى الأمة بكتاب ناطق، وأمر صادق، فيه شفاء الصدور، وكمال الفرائض والأمور،


(١) كتاب الإيمان للإمام زيد - خ -.