الدرس التاسع فضائل سورة الفاتحة وخواصها
  أخرجه الثعلبي من طرق عن أبي بن كعب كلها ساقطة، وأخرجه ابن مردويه من طريقين، وأخرجه الواحدي في الوسيط وله قصة ذكرها الخطيب، ثم ابن الصلاح عمن اعترف بوضعه ولهذه روي عن أبي عصمة أنه اعترف بوضعه.
  قلت: ولعل القصة المشار إليها هي ما روي أن المدعي لوضعه أراد ترغيب الناس في تلاوة القرآن وسيأتي الجواب عنها.
  وأما أبو عصمة المذكور فهو: نوح بن أبي مريم وقد تقدم توثيق المنصور بالله له، وقال في الإتقان وغيره:
  أخرج الحاكم في (المدخل) بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة الجامع من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة، وكان يقال لنوح هذا الجامع لما جمعه من العلوم فقيل: جمع كل شيء إلا الصدق.
  وقال (أبو عمر بن عبد البر) و (عثمان بن الصلاح): وهكذا الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب عن النبي ÷ في فضل القرآن سورة سورة وقد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه وإن أثر الوضع عليه لبين، وقد خُطِّأ الواحدي المفسر ومَنْ ذكره من المفسرين في إيداعه كتبهم، قال في (تنقيح الأنظار): لكن من أبرز إسناده منهم فهو أبسط لعذره إذ قد أحال نظره على الكشف عن سنده.
  قلت: وقد ذكر الباحث عنه ابن حبان في مقدمة تاريخ الضعفاء، فقال: روى ابن مهدوي قال: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا وكذا فله كذا؟ قال: وضعتها أرغب الناس فيها، وروينا عن المؤمل بن إسماعيل قال: حدثني شيخ بحديث أبي بن كعب في فضائل سور القرآن سورة