دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس التاسع فضائل سورة الفاتحة وخواصها

صفحة 77 - الجزء 1

  سورة فقال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي فصرت إليه فقلت له: من حدثك؟ قال: حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه فقلت له: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه فقلت له: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بعبادان فصرت إليه فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا فيه من المتصوفة وبينهم شيخ فقال: هذا الشيخ حدثني فقلت: يا شيخ من حدثك؟ فقال: لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا في⁣(⁣١) القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن، وقد ذكر نحو هذا النووي، وقد أجاب عن ذلك الإمام أحمد بن هاشم # في السفينة فقال: ما حاصله هذا باطل يجب طرحه لأربعة وجوه:

  الأول: أن قوله وضعه رجل من عبادان غير مصدق لجواز أن يكون فاسقاً أو ملحداً، قاله تنقيصاً لقدر القرآن وتزهيداً في فضله، وأي فائدة في فضيلة باطنها الفساد وتلبيس الحق بالباطل، هذا مع الجهل بحال الرجل يعني المدعي للوضع.

  الثاني: أنه لو كان معلوماً فلا يجوز تصديقه لتصريحه بأنه قد كذب على رسول الله ÷، وحينئذ يجب تكذيبه وإطراح قوله - يعني فيما قاله من وضع الحديث -، فإن قيل: فما يؤمننا أن يكون صادقاً في قوله فنكون قد عملنا بما هو كذب في نفس الأمر.

  قيل: هذا من منازعة النفس وملاحظتها لقوله وقد وجب طرحه، ويرجع النظر إلى طريق توصلنا إلى صحة الحديث وقد وجدت.

  الثالث: أن الحديث قد رواه المرشد بالله في أماليه الكبرى، الذي قال فيها الشيخ محيي الدين القرشي |: أن مؤلفها قد جمع فيها محاسن أخبار رسول الله ÷ وعيونها، ورواها بأسانيد صحيحة عند علماء هذا الشأن، وقيد المواضع المشتبهة بتقييدات لا تكاد توجد في موضع.


(١) عن (ظ) تمت مؤلف.