دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

أنواع الذكر

صفحة 90 - الجزء 1

  ٥ - التسبيح والتهليل: ذكر لله - سبحانه - عظيم، وتنزيه للخالق سبحانه عما لا يليق به كبير، وكم ورد في ذلك، ولو لم يكن إلا حديث صلاة التسبيح الذي قاله الرسول ÷ لعمه العباس ¥ لكفى، لأن صلاة التسبيح كما هو معروف تشتمل على ثلاثمائة تسبيحة (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر).

  فلقد روي أن رسول الله ÷ قال مخاطباً العباس بن عبد المطلب ¥: «والذي نفسي بيده، لو كانت ذنوبك يا عباس يا عم النبي، عدد نجوم السماء، وعدد قطر الماء، وعدد أيام الدنيا، وعدد الشجر والمدر، وعدد رمل عالج، لغفرها الله لك ..» الحديث.

  وكذلك ما روي عنه ÷ «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، زرع الجنة، وهي الباقيات الصالحات».

  وقد ورد في تحديد ذلك الآثار مائة مرة، وسبعين مرة، وعشر مرات، وغير ذلك.

  أيها المؤمنون ... علينا بذكر الله سبحانه وتعالى ما دمنا في وقت المهل، قبل أن ينقطع العمر ويحل الأجل، فاستغل شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، ولنحذر أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ١٢٥ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ١٢٦ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ١٢٧}⁣[طه].

  وكذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ٣٦}⁣[الزخرف].

  ولنتأمل حديث رسول الله ÷: «والذي نفسي بيده لا تزول قدم عن