أنواع الذكر
  فيه عجائب الصنع، عجائب خلق الله، إنك لتعبد الله حق العبادة، بل أفضل العبادة، ولنتأمل هذا الحديث القدسي عن الله سبحانه وتعالى، كما يرويه جبريل الأمين # لرسول الله ÷: «فتفكّر ساعةٍ أحبُّ إليَّ من عبادة سنة».
  وفي كتاب (التصفية) للديلمي ¦: «التفكر على خمسة أوجه:
  الأول: في صنع الله وعظمته وقدرته، فمنه تتولد المعرفة.
  الثاني: في نعمائه وإحسانه، فمنه تتولد المحبة.
  الثالث: في وعده ووعيده، وشدة انتقامه، فمنه يتولد الخوف، والزهد والورع، وترك الاشتغال.
  الرابع: في ألطافه وحسن صفاته، وإرادته لصلاحك وإرشادك، فمنه يتولد الرجاء، والرغبة، والمواظبة على ما يقرب إليه.
  الخامس: التفكر في سوء نفسه، وهتك حرمات ربه، وقبح معاملته إياه، فمنه يتولد الحياء وذلة النفس»(١).
  إنه نداء لجميع المسلمين ... نداء إلى القلوب العابدة الخاشعة، نداء للقيام بوجوب النظر في آيات الله المبثوثة في الكون الفسيح، نداء لأولي الألباب ... لأولي الأحلام والنُّهى ... نداء لأولي الأبصار الموقنين: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح: ٤].
  وهو كذلك دعوة للغافلين المعرضين، الساهين اللاهين، إلى من لهم أعين بها لا يبصرون، ولهم آذان بها لا يسمعون، ولهم قلوب بها لا يفقهون، إلى من لم يحققوا قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ٥٨}[الذاريات].
(١) لوامع الأنوار: ٢/ ٢١٤ - ٢١٥، الطبعة الثانية.