خلق البحر وما فيه
  وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العين، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان.
  ومنهم أمناء على وحيه، وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره، ومنهم الحفظة لعباده، والسدنة لأبواب جنانه، ومنهم [تأمل] الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العلياء أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم، ناكسة دونه أبصارهم، متلفعون تحته بأجنحتهم، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة، وأستار القدرة، لا يتوهمون ربهم بالتصوير، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين، ولا يحدونه بالأماكن، ولا يشيرون إليه بالنظائر».
  أيها المؤمنون ... قيل إن الملك جبريل الأمين # حينما أراد الله إهلاك قوم لوط الأشقياء، وقد كانت خمس قرى وتسمى (سدم) أمره # بتنفيذ ذلك، فأخذ جبريل تلك القرى بأجمعها بريشة واحدة من جناحه، ثم صعد بهم إلى قرب سماء الدنيا، فسمع أهل السماء صياح الديكة وعواء الكلاب، ثم قلبهم إلى الأرض فبادوا ..
  لا إله إلا الله ... ما أعظم الله ... وما أجل ما خلق وسوى.
خلق البحر وما فيه
  البحر آية من آيات الله مذهلة، وما فيه من مخلوقات وأحياء آيات وآيات، عجائب الصنع في ظلمات البحار، وفي قعر المحيطات، وإننا إذ نشاهد هذه المخلوقات عبر أجهزة التصوير والرصد من علماء البحار؛ لنقف موقف الرهبة والخشوع للمدبر الحكيم، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، في تلك الظلمات الحالكة خلق الله للأسماك نوراً وبصيرة تنظر من حولها، وكيف تعيش، وكيف تتوالد، وكيف تتكاثر، والذين يعيشون حول البحر أو في إحدى جزره يرون العجائب والغرائب.