خلق البحر وما فيه
  جعل الله تلك الأحياء للإنسان غذاءً طيباً، لحماً طرياً، فيه الفوائد التي لا تحصى، ومن نعمته في البحار ما يستخرج منها من المنافع الأخرى: {حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} ولنقرأ إن شئنا قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٤}[النحل].
  آيات ... وآيات ... وآيات.
  ويقول تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ٥٣}[الفرقان].
  تلتقي مياه الأنهار العذبة في إيران وفي غيرها من بلدان العالم مع مياه البحار والمحيطات المالحة فلا تختلط أبداً، ولا تمتزج، وتتداخل عشرات الأمتار، وهي مادة سائلة واحدة، ولكن لكل منها خصائص ... فسبحان الله الخالق المدبّر.
  والماء يشكل ثلاثة أرباع سطح الأرض، والمحيطات الواسعة بالمسافات الكبيرة لها فوائد عظمى بالنسبة للكون وللأحياء فيه، فالمحيطات كما قال المختصون تطلق ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون حتى تظل كمياته متوازنة على الأرض من أجل بقاء الحياة في الكون الفسيح.
  وكذلك لقد ثبت علمياً أن الماء يتمتع بأعظم قدرة مذيبة بين جميع السوائل، وكذلك هو المكون الأساسي للدم، وتتألف أجسام المخلوقات من سبعين في المائة في تكوينها من الماء.
  ولنتأمل قوله تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ٦٨ ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ٦٩ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ٧٠}[الواقعة].
  ولنستمع لرسول الله ÷ عندما يحدثنا عن البحر، فيقول: «إن البحر ليستأذن الله سبحانه وتعالى صباح كل يوم في هلاك عصاة بني آدم، فيكفّه الله سبحانه وتعالى».