خلق الشمس
  الشمس كوكب ضخم، مجموع من الغازات الساخنة، تعطينا الضوء الكافي للحياة، فيصل إلينا هذا الضوء بعد أن يغادر قرص الشمس بثمان دقائق وعشرين ثانية فقط، كما قاله العلماء المختصون، بخلاف ضوء بقية النجوم فهي تحتاج إلى وقت أطول بكثير.
  لماذا أيها المؤمنون لا نتأمل ولا نفكر في هذه الغزالة التي تطالعنا صباح كل يوم يمر من حياتنا غالباً، وكذلك لا نتأملها عند الغروب وهي تغادر هذا الكون ... تغادر بتلك الروعة والجمال واللون الباعث لانشراح الصدور، تغادرنا وقد أعطتنا وأعطت كل المخلوقات ما تحتاجه من الطاقة {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧}[الروم].
  ولنعلم أن الإسلام العظيم قد حث على ذِكر الله بجميع أنواعه بما فيه ذِكر التفكر والتأمل في هذين الوقتين (وقت الصباح، ووقت المساء) قبل الطلوع وقبل الغروب في آيات قرآنية كثيرة، ولنقرأ إن شئنا قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ٣٩}[ق].
  وقوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ١٣٠}[طه].
  قال الشاعر:
  يا أيها الماء المهين من الذي سواك ... ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد واراك
  ومن الذي غذاك من نعمائه ... ومن الكروب جميعها نجّاك
  ومن الذي شق العيون فأبصرت ... ومن الذي بالعقل قد حلاك
  ومن الذي تعصي ويغفر دائماً ... ومن الذي تنسى ولا ينساك
  ويقول شاعر آخر:
  وتحسب أنك جرم صغير ... وفيك انطوى عالم أكبر