[فرق القطعية]
[القطعية]
  والفرقة الرابعة قالت: الإمام بعده ابنه علي بن موسى الرضى #، ويقال لهم القطعيّة لقطعهم على موت موسى، فهذه كما ترى ضلالات أصلها رفض الدليل، واتباع الهوى، وحب الخلاف والرئاسة، وإلاَّ فأكبر دليل على موته عند من وقع عنده الشك في تلك الحال أن أولاده عليهم(١) السلام لما وصلوا البصرة زيد واسماعيل وابراهيم كان شعارهم: يَا لَثَارَات الإمام، لا يخالف في ذلك أحد يعرف تلك الحوادث وهم أعلم بحاله، ولأن أمره شُهِرَ في بغداد وأوقف للناس على الجسرين منصوصاً على كل جسرٍ طائفة من النهار، والناس يُشاهدونه متمكنين لا يشك في أمره إلاَّ من يشك(٢) في المشاهد، ولكن البدع تسرع(٣) إلى النفوس.
[فرق القطعية]
  والذين قالوا بإمامة علي بن موسى افترقوا ثلاث فرق، منهم من وقف على علي بن موسى على ظهور موته بطوس، واشتهار مشهده هنالك بحيث لا يناكر فيه من يستحيي من دفع المعلوم.
  وفرقة رجعت عن إمامته، وقالوا بإمامة أحمد بن موسى، ومنهم(٤) من قال بإمامة محمد بن علي، وكان صغير السن المكثر في عدده يقول هو ثمان سنين وهو عندهم على ذلك مفترض الطاعة عالم بجميع المعلوم، وبعضهم تحاشى من هذه المقالة
(١) في (ب): #.
(٢) في (ب): شك.
(٣) في (ج): ولكن البدع شُرَّعٌ إلى النفوس.
(٤) في (ج): وفيهم.