العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أصولهم في الإمامة والغيبة]

صفحة 127 - الجزء 1

  إمامته للزوم الحاجة إليه، ولأن الله تعالى يجب عليه إزاحة [علة]⁣(⁣١) المكلف ليلزمه أحكام التكليف ويحسن [فهو]⁣(⁣٢) قادر على ذلك كما فعل في عصمة الأنبياء قبل التبليغ حتى تلزم⁣(⁣٣) بهم الحجة، ولله الحجة البالغة فلو عاقها عائق لكانت قاصرة، ولم تكن بالغة وقد شاركهم كثير من الشيعة في ادعاء الغيبة لإمام منتظر وهو المهدي الذي بشر الله به. في الشيعة من ادعى غيبة محمد بن القاسم صاحب الطالقان #(⁣٤) ومنهم من ادعى غيبة يحيى بن عمر #(⁣٥)، ومن


(١) سقط من (ب).

(٢) في (ب، وج): فهو، وفي (أ): وهو.

(٣) في (ج): حتى يلزم.

(٤) محمد بن القاسم: هو محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر كانت العامة تلقبه الصوفي؛ لأنه كان يدمن لباس الثياب من الصوف الأبيض، وكان من أهل العلم، والفقه، والدين، والزهد، خرج في أيام المعتصم بالطالقان داعياً إلى الله سبحانه وتعالى، وجرت بينه وبين جيوش المعتصم بقيادة عبدالله بن طاهر معارك كثيرة ثم أسر وبعث به إلى المعتصم، ثم أُمر به فحبس في يدي مسرور في محبس في البير، فكاد أن يتلف فأمر بإخراجه، وحبس في قبة في بستان موسى فلم يزل محبوساً فيها حتى هرب ومضى فاستتر مدة المعتصم والواثق، ثم وجد في أيام المتوكل فحمل إليه فسقي السم ومات.

انظر مقاتل الطالبيين ص ٤٦٤، ص ٤٧٣، وقال السيد العلامة المجتهد/ مجد الدين المؤيدي في التحف شرح الزلف (الطبعة الثالثة ص ١٥٥): كان هذا الإمام في أيام المعتصم العباسي، وله مع المسودة مقامات كثيرة ومات في أيامه، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة: أنه دعا بخراسان فاجتمعت إليه الزيدية وأهل الفضل من غيرها وانطوى ديوانه على أربعين ألف مقاتل، وقال: كان يلبس ثياب الصوف الأبيض، وكان من العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب في الغاية، وذكر من صفته أنه ربعة من الرجال، أسمر، قد أثر السجود في وجهه، قال: وهو القائل بالعدل والتوحيد والداعي إليه، وهو قدوة في الزيدية، انتهى.

واختلف في سبب موته، قيل: مات في واسط، وقيل: بل مات في السجن سمه المعتصم، وقيل: سمه المعتصم، وقيل: توارى في أيام المعتصم، وأيام الواثق، وأخذ أيام المتوكل فمات في الحبس، عمره ثلاث وخمسون سنة، وفي مقاتل الطالبيين ما معناه: أن خروجه من سجن المعتصم سنة تسع وعشرين ومائتين، وعقبه بطبرستان.

(٥) يحيى بن عمر: الإمام، المجاهد، الشهيد أبو الحسين يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب، أبو الحسن، خرج في أيام المتوكل العباسي إلى خراسان فرده عبدالله بن =