[أصولهم في الإمامة والغيبة]
  أصحابنا من ادعى غيبة الحسين بن القاسم #(١)، وأنه الإمام المهدي الذي
= طاهر فأمر المتوكل بتسليمه إلى عمر بن الفرج الرخجي فسلم إليه، فكلمه بكلام فيه بعض الغلظة فرد عليه يحيى وشتمه، فشكى ذلك إلى المتوكل فأمر به فضرب ثم حبس في دار الفتح بن خاقان، وقيل في المطبق، فمكث على ذلك مدة، ثم أطلق فمضى إلى بغداد، فلم يزل بها حيناً حتى خرج إلى الكوفة داعياً إلى الله، وأظهر العدل وحسن السيرة فتجمعت عليه جيوش بني العباس وقاتل قتالاً شديداً حتى قتل، فأخذ سعد الضبابي رأسه وجاء به إلى الحسين بن إسماعيل، وكانت في وجهه ضربات لم يكد يعرف معها، ولم يتحقق أهل الكوفة قتل يحيى، فوجه إليهم الحسين بن إسماعيل أبا جعفر الحسني الذي تقدم ذكره يعلمهم أنه قد قتل فشتموه وأسمعوه ما يكره وهمو به، وقتلوا غلاماً فوجه لهم أخاً كانه لأبا الحسن يحيى بن عمر من أمه يعرف بعلي بن محمد الصوفي من ولد عمر بن علي بن أبي طالب وكان رجلاً رقيقاً مقبولاً، فعرف الناس قتل أخيه، فضجوا بالبكاء والصراخ والعويل، وانصرفوا وانكفأ الحسين بن إسماعيل إلى بغداد، ومعه رأس يحيى بن عمر، فلما دخل بغداد جعل أهلها يصيحون من ذلك إنكاراً له ويقولون: إن يحيى لم يقتل ميلاً منهم إليه وشاع ذلك حتى كان الغوغاء والصبيان يصيحون في الطرقات: ما قتل، ما فر، ولكن دخل البر، ولما أدخل رأس يحيى إلى بغداد اجتمع أهلها إلى محمد بن عبدالله بن طاهر ليهنئونه بالفتح ... إلى آخر ما ذكر في مقاتل الطالبيين. وقال السيد العلامة/ مجد الدين المؤيدي في التحف الطبعة الثالثة (ص ٥٨): قيامه سنة ثمان وأربعين ومائتين، قتل هذا الإمام في الكوفة في أيام المستعين العباسي، فكم دم سفكه لآل محمد الذين هم القائمون بالقسط في الأرض ولم يحمل أهل هذا البيت إلا الغيرة على دين الله، والتلبية لكتاب الله صلوات وسلامه عليهم، ورثاه علي بن العباس الرومي مولى بني العباس بقصيدة تنيف على مائة بيت منها:
سلام وريحان وروح ورحمة ... عليك ومدود من الظل يتهيج
(١) الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم الرسي الحسني المعروف كوالده بالعياني «٣٥٦ هـ، ٤٠٤ هـ». أحد أئمة الآل الكرام، مجتهد، فقيه، عالم، نابغة، نشأ في حجر والده، وأخذ عليه، وعلى علماء عصره حتى فاق الأقران، وحكم بعد وفاة والده سنة ٣٩٣ هـ، وفي عصره تقلص ظل دولة الأئمة وأصبح محصوراً بين ناحية إلهان وصعدة، لقوة نفوذ الدولة الزيادية، ونازعه الإمام محمد بن القاسم بن الحسين الزيدي فهزمه بعد أن كان الحسين قد رحل إلى جهة البون سنة ٤٠١ هـ، وأجابته حمير وهمدان وتوجه لمحاربة معارضه، ووقعت بينهما معارك هزم فيها محمد بن القاسم سنة ٤٠٢ هـ، ولم يصف الأمر للمترجم له إذ نشبت بعده معارك كان خلالها يقوم بمناضلة أعداءه بنفسه حتى أسفرت إحداها عن مقتله سنة ٤٠٤ هـ، في سن مبكرة في عرار في وادي البون بالقرب من مدينة ريدة، وقبره هناك مشهور مزور، وقد خلف تراثاً عظيماً للفكر الإسلامي ومع ذلك كانت عقيدته موضع ريبة وحذر عند كثير من علماء اليمن، ومنهم من خطأه كمحمد بن إبراهيم الوزير تأثراً بما لفقه عليه وعلى أبيه =