العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حفظ القرآن]

صفحة 159 - الجزء 1

  التكليف متعلق به، وقد أخبرنا النبي ÷ بوجوب التمسك به، فلو علم فواته أو بعضه لما أمر أن نتمسك بالفائت، وقال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»⁣(⁣١) فلو نسخ الكتاب وغاب الإمام سقط فرض الرجوع إليهما، كيف يرجع إلى معدوم وغائب هذا سراب السباسب، فهل أمرنا نفزع إلى موجود أو معدوم، وذلك كما يقول بعض النواصب: إن العترة انقرضت فما الفرق بين القولين للمتأمل.

  وهذا كلام جدِّنا القاسم بن إبراهيم #، وكان بمحل جليل في الإسلام عند المخالف والموالف من جميع الطوائف، وفيه من الآثار ما ذِكْرُه يخرجنا إلى الإسهاب، من ذلك ما رواه القاضي العالم ابن عمار⁣(⁣٢)، قال: أخبرني فقيه آل رسول الله ÷ في عصرنا الحسين بن حمزة⁣(⁣٣)، قال: أخبرني أبي النفس الزكية والشيبة المرضية حمزة بن أبي هاشم⁣(⁣٤) الإمام الرِّضى، يرفعه عن


(١) حديث الثقلين سيأتي تخريجه في الرسالة الهادية للمؤلف.

(٢) ابن عمار: لم أميزه.

(٣) الحسين بن حمزة: قال في مطلع البدور: الحسين بن حمزة بن أبي هاشم، إمام علوم واسعة، ممن ذكره بذلك السلطان الأشرف، قال: هو عالم بني حمزة. انظر مطلع البدور (خطية) ١/ ٣٢٨.

(٤) حمزة بن أبي هاشم: حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الحسني، القاسمي. قال في طبقات الزيدية: الملقب بالنفس الزكية، والسلالة المرضية، الإمام القائم بأمر الله، والمحتسب في سبيل الله، والمنابذ لأعداء الله، وآخذ علم العدل والتوحيد، وما إليه عن أبيه، عن جده، وأخذ عنه ولده علي بن حمزة. قال المنصور بالله: يشهد بفضله الموالف اختياراً والمخالف اضطراراً، وتشهد له بذلك تصانيفه ورده على الفرق، وكان في أيام الصليحي، وجرت بينهما مكاتبات ومراسلات، وعلومه مشهورة، وتصانيفه معلومة، وكان فقيه الآل في عصره، ولم يزل مجاهداً حتى مضى لسبيله، وقتل في المعركة في المنوي في آخر سنة ٤٥٠ هـ في أيام علي بن أحمد الصليحي، وقبره في بيت الحاله في وسط أرحب.