العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بعض الأدلة على عدم علم أمير المؤمنين بالغيب]

صفحة 163 - الجزء 1

  تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}⁣[الجن: ٢٦ - ٢٧]، فأخبر أن الرسل لا يعلمون إلاَّ ما علمهم، ثم رصد عليهم مع ذلك ملائكته يحفظونهم بأمره، ولا يكون ذلك إلاَّ بالوحي، ولا وحي إلاَّ إلى الأنبياء $، والإمام غير رسول الله بلا خلاف، وقد أراد النبي ÷ أكل السم إلى أن كلمه العضو، ولو أردنا إستقصاء ما يتعلق بالنبي ÷ لطال الشرح فلنرجع إلى ذكر الوصي ÷، وإنما نذكر من الأمر طرفاً يدل على ما بعده.

[بعض الأدلة على عدم علم أمير المؤمنين بالغيب]

  لما قُبِضَ رسول الله ÷ وكان من الناس في أمر علي # من التقديم عليه بعد ورود النص فيه ما كان، وكان [من]⁣(⁣١) أمر مغانم الخمس إليه على عهد رسول الله ÷ وبعده، فلما توالت الفتوح وكثرت الأموال وغلظت جنود المسلمين واحتاجوا إلى النفقة دعاه عمر إلى مالٍ من الخمس عظيم، فقال: يا علي، هذا حقك، أو قال: حقكم، فقال علي #: إن بنا عنه غنىً⁣(⁣٢)، وبالمسلمين إليه حاجة ففرقه فيهم، فقال له عمه العباس ¥: شيءٌ في يدك، أوقال: في أيدينا تخرجه إلى القوم، والله لا رجع


(١) زيادة في (ب).

(٢) في (أ): لغنى.