العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في صحة إمامة الإمام وإن أغلق بابه والرد عليهم]

صفحة 172 - الجزء 1

  إظهاره من أمور دينه، والواعظ والمذكر لا مانع له من الوعظ والتذكير فلا يعدم المتذكر والمنزجر فلو وجب لذلك إقامة الإمام [لوجبت]⁣(⁣١) إقامة الواعظ، لأن نفعه أكثر وفعله وزجره أظهر، بخلاف ما ذكرنا من القائم من الذرية الطيبة بالسيف، فإن الظالمين يرتعبون منه، ويخافون صولته، ويتركون بعض المعاصي مخافة ظهور يده وتألفاً لمن في حيهم⁣(⁣٢) للتشبه بمثل حاله، كما فعل هارون المسمَّى بالرشيد لما ظهر يحيى⁣(⁣٣) بن عبدالله بن الحسن [بن الحسن]⁣(⁣٤) # بالديلم، ترك هارون الشرب والغناء والملاهي، ولبس الصوف وافترش اللبود وأظهر الطاعات والصدقات، وكذلك لما ظهرت راية إدريس⁣(⁣٥) بن عبدالله # في الغرب لم


(١) في (أ): لوجب.

(٢) في (ج): وتألفاً لمن في خبتهم الشبيه بمثل حاله.

(٣) الإمام الشهيد يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أحد الأئمة الأعلام، في العلم، والفضل، والشجاعة، والزهد، والورع، والجهاد، والثورة على الظلم، دعا حوالي سنة ١٧١ هـ، وبايعه أناس من الجزيرة، ومصر، واليمن، والمغرب، وقد استنفر بعد مقتل الإمام الحسين بن علي صاحب فخ، وجال متنكراً من الجزيرة إلى اليمن ثم العراق، ومنها إلى بلاد الديلم، ودعا ثانياً هنالك سنة ١٧٥ هـ واشتد طلب هارون العباسي له، وبعث من يخادع الديلم فيه، ويعرض له الأمان، فلما شعر يحيى بفتور الديلم في نصرته قبل الأمان وجرت بينه وبين الرشيد مراسلات وعهود، وعاد يحيى، ثم غدر به الرشيد، ونقض عهده، وحبسه ودس له السم في سجنه سنة ١٨٠ هـ، خرج له محمد بن منصور، والسيد أبو طالب، والمرشد بالله:

انظر معجم رجال الإعتبار وسلوة العارفين (تحت الطبع)، وانظر أخبار فخ، ويحيى بن عبدالله (مطبوع)، المصابيح، والطبقات، والحدائق الوردية (خطية)، والتحف شرح الزلف ص ٣٧ طبعة أولى.

(٤) سقط من (ب).

(٥) الإمام الشهيد إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أحد الأعلام في العلم، والزهد، والشجاعة، والثورة على الظلم، كان مع الإمام الحسين بن علي صاحب فخ أيام ثورته في المدينة، ومن بعدها بعثه أخوه يحيى داعياً إلى الله، فذهب إلى مصر، ثم المغرب الأقصى، وأسس دولة الأدارسة في المغرب وخلع طاعة بني العباس، وبقيت جواسيس العباسيين تلاحقه حتى دسوا إليه السم، فقتله سنة ١٧٧ هـ، وأكثر من في المغرب من الهاشميين من ذريته.

انظر كتاب رجال الإعتبار، وسلوة العارفين (تحت الطبع)، وانظر كتاب التحف شرح الزلف ٤٥، مقاتل الطالبيين ٤٤٧ (مطبوع)، أعيان الشيعة ٣/ ٢٣، دائرة المعارف الشيعية مجلد ٤/ ٣، معجم رجال الحديث ٣/ ١١، الأعلام ١/ ٢٧٩، تاريخ ابن خلدون ٤/ ١٢.