العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام عليهم في البداء]

صفحة 193 - الجزء 1

  والكلام عليهم جميعاً أنا نقول لهم: أعلمونا ما تذهبون إليه من حياة من ذكرتم من أهل البيت $ وأنه الإمام الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، أهو فرض خصّكم الله به فلا يعلمه إلاَّ أنتم؟ أم هو فرض من الله سبحانه على جميع المكلفين من بريته؟

  فإن قالوا: هو فرض خاص وليس من قولهم.

  قلنا: فالحمدلله على تخفيف الفرض عنَّا.

  وإن قالوا: هو فرض على الجميع.

  قلنا: أجعل الباري لنا إليه طريقاً أم لا؟

  فإن قالوا: لم يجعل.

  قلنا: فكيف يجوز مع عدله وحكمته أن يتعبدنا بما لا طريق [لنا]⁣(⁣١) إليه.

  وإن قالوا: جعل لنا طريقاً.

  قلنا: وما تلك الطريق عقل أم سمع، ولا طريق في العقل إلى ذلك ولا في السمع الذي هو الكتاب الكريم والسنة الشريفة المعلومة والأخبار المتواترة ليست حاضرة، بل روايتهم هذه عن الآحاد قاصرة.

  فإن قالوا: أخبارنا هذه توصل إلى العلم. فلكل فرقة أن تقول لصاحبتها مثل ما تقول لها من أن أخباري هذه توصل إلى العلم، فأي الفرق أولى بالإتباع؟ ولأنا نعلم من نفوسنا خلاف ما قالوه مع البحث الشديد، والطلب الملح فإنا لانعلم شيئاً مما قالوه بل لا نظنه، والإمامة من أصول الدين فيجب المصير فيها إلى العلم اليقين،


(١) زيادة في (أ).