[كلامهم في الغيبة والرد عليه]
  جعلت فداك، أوَ ليس الذي يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان، يخرج حتى يدخل المدينة، لا يدري الناس في أي شيء جاء، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم، فعند ذلك فتوقعوا الفرج(١)، فقد رأيت هذا الخبر ما أعجبه! لأنَّه روَى(٢) عن أبي عبدالله # أن المنتظر هو الذي يشك في ولادته، ولا يشك إلاَّ من لم يتيقن، فكيف يلزم(٣) الحجة مع الشك والإمامة فرضها بحصول العلم، ولا يثبت بالشهادة، ولا ما يجري مجراها من أخبار الآحاد، وهذا معلوم من(٤) موضوعات العلماء وعليه قامت الدلالة، لأنَّ الإمامة من باب الإعتقاد، والاعتقاد يجب المصير فيه إلى العلم، لأنَّه مالم يعلم أن معتقده على ما هو عليه لم يتمكن من القطع، وما لم يقطع فهو شاك، والشك لا يكون ديناً.
  ورفع بإسناده إلى عبدالله(٥) بن عطاء المكي، قلت لأبي جعفر #: إن شيعتك بالعراق كثير، والله ما في أهل بيتك مثلك، فكيف لا تخرج؟ فقال: يا عبدالله بن عطاء، قد أخذتْ بفرش أذنيك النوكا(٦) والله ما أنا بصاحبكم، قلت: فمن صاحبنا؟ قال: انظروا من عَميت(٧) عن الناس ولادته، فذلك صاحبكم، إنه
(١) الحديث العجيب في كتاب الغيبة للنعماني ص ١٦٦ برقم ٦.
(٢) في (ب، وج): يروي.
(٣) في (ج): تلزم.
(٤) في (ب، وج): في.
(٥) عبدالله بن عطاء المكي: قال في معجم رجال الحديث: عده الشيخ تارة في أصحاب الباقر، وتارة في أصحاب الصادق، وذكر روايته عن جعفر في بصائر الدرجات جزء (٥) باب في الأئمة يخبرون شيعتهم بأضمارهم، وحديث أنفسهم، وفي باب الأئمة $ أنهم يعلمون من يأتي أبوابهم ..
انظر معجم رجال الحديث ١٠/ ٢٥٧.
(٦) في كتاب الغيبة: قد أخذت تفرش أذنيك النوكى أي والله ما أنا بصاحبكم.
(٧) في كتاب الغيبة: من غيبت.