[شبهة: الإحتياج إلى الإمام كاحتياج الرسول والرد عليها]
  غيره، وهو غير مستقيم في نفسه!؟ فنعوذ بالله من الجهل المؤدي إلى هذه الحال.
[شبهة: الإحتياج إلى الإمام كاحتياج الرسول والرد عليها]
  شبهة
  قالوا: إنه يحتاج إليه للدعاء إلى الدين كما يحتاج إلى الرسول في ذلك.
  الكلام في ذلك: إنه لايخلو إما أن يدعو إلى دين جديد ينسخ دين محمد ÷، أو يدعو إلى دين محمد ÷.
  فإن كان دعاؤه إلى دين محمد فقد كفى [دعاء](١) دين محمد ÷، وإن كان الدعاء إلى شرع آخر، فقد علم من دين النبي ÷ ضرورة أن شرعه ÷ لاينسخ إلى زوال التكليف، وأن ملته ناسخة لجميع الملل، ولأن المذكرين، والوعاظ يكفون [في ذلك](٢)، وهم أعم من الإمام لانتشارهم في البلاد، وعمومهم للأقطار، ولايكاد يوجد قطر من أقطار الدنيا إلا وفيه عدةٌ من الوعاظ، والمذكرين، ولأن الغرض قد انتقض لأن الإمام لم يدع، ولم يذكر، ولا علم ذلك منه، بل لم يعلم هو في ذاته فضلاً عن دعائه، فكيف يكون دعاؤه العلة في وجوده، ووجوده إنما علل بدعائه!؟ هذا عكس في الإستدلال، وتخليط في التعليل والإعتلال.
  فإن قيل: إنه لم يدع العباد لخوفه لهم فترك الدعاء لأجل إخافتهم له.
  قلنا: لو كان دعاؤه إلى الدين جارٍ مجرى اللطف، أو التمكين لوجب على
(١) زيادة في (ب، وج).
(٢) زيادة في (ب)، وفي (ج): بذلك.