العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[شبهة والرد عليها]

صفحة 410 - الجزء 1

  مما يطول شرحه، فأين انقطاع النزاع؟ والحال ماذكرنا.

[شبهة والرد عليها]

  شبهة

  قالوا: إن علياً # لما كان مفزعاً للصحابة لكونه إماماً كذلك كل إمام بعده.

  الكلام في ذلك: إن الأمر كذلك يكون⁣(⁣١) كل إمام مفزعاً لأهل العصر الذين هو فيهم، ولكن من أين ذلك يوجب مماثلة كل مفزع لعلي #؟ فما به إمام [مجمع]⁣(⁣٢) على فضله إلا وهو يعلم فضل من سبقه.

  ولقد كان علي بن الحسين # سيد العابدين، وكان إذا أجهدته العبادة، دعى بورد علي # فنظر فيه ثم يهز رأسه، ويقول: من يقدر على هذا، وقد قال الحسين #: رويناه مسنداً، لما عزا أهل بيته عن نفسه، فقال: قد كان أبي خيراً مني، وأمي خيراً مني، وأخي خيراً مني فلم يذهب ذلك فضله، ولا هو بالمفند في قوله، هذا ظاهر معلوم لمن له بصيرة، أن أحداً من ذرية علي # لم يبلغ إلى درجة علي #، وإنما الفاضل الكامل من أخذ منه شبهاً في كثير من أحواله، ومن يبلغ إلى درجته ÷.

  وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «أول من يدخل الجنة علي بن أبي طالب» فقيل: يارسول اللَّه، ألست أول من يدخل الجنة، فقال #:


(١) في (ج): في كون كل إمام مفزعاً.

(٢) سقط من (ب، وج).