[شبهة أخرى والرد عليها]
  «أوليس علي يحمل لوائي، وصاحب اللواء يكون في الأول، وأن منزله في الجنة يواجه منزل رسول اللَّه ÷ كما يتواجه منزل الأخوين، وأنه سيد الوصيين، ولابد السيد أن يكون أفضل ممن يسود(١) عليه.
[شبهة أخرى والرد عليها]
  شبهة
  قالوا: إنه مع كونه معصوماً، ومفزعاً للخلق يكون أصلح لتكليفهم في ذلك وهذا واجب في الدين.
  الكلام في ذلك: إن الأصلح في الدين غيب لايعلمه إلا اللَّه تعالى فلا يصح التحكم فيه بحال من الأحوال لأن الحكم لو جرى في مثل هذا بالظن والحسبان لقلنا: الأصلح في الدين أن يجعل اللَّه تعالى للإمام جنوداً وقضاة وعمالاً معصومين لكيلا تختل الأوامر ولايعصي الإمام، فإن علياً # ما أُتيَ(٢) إلا من عصيان أصحابه، ولهذا قال: أفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى قال رجل من قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لاخبرة له بالحرب، [فقال](٣): لله أبوهم رأيهم أعرف بها مني وأنا نشأت فيها، ولم أبلغ العشرين، وهاأنا قد نيفت على الستين، ولكن لارأي لمن لايطاع، وظننا يقضي أن حياة رسول اللَّه صلى الله
(١) في (ج): سوَّد.
(٢) في (ج): ما أبى.
(٣) سقط من (ب).