[وجوب ظهور الإمام ودعائه إلى الدين]
  قضي بأنه لايموت، ولا يقتل(١) حتى يكون كذا وكذا، فإنا نقطع على استحالة هذه الحكاية عنه أو نتناولها على مايوافق الأدلة لأن المتقرر من المذهب أن الإمام لايجوز له التغيب عن الأمة بحيث لايعلم أولياؤه مكانه.
  ولقد عهد رسول اللَّه ÷ إلى علي أني ذاهب إلى بير ميمون [فلما أتى أبو بكر يسأل عنه قال له علي: ذهب إلى بير ميمون](٢) فتبعه، وسارا إلى ثور، ودخلا الغار، والمتاع يأتيهما إلى الغار من آل أبي بكر، وما به إمام يدعى غيبته إلا وقد قامت لأتباعه شوكة، وظهرت لهم كلمة فلو كان الإمام حياً لما استجاز التأخر عن شيعته، وأهل مقالته، ولا سيما إذا أحسَّ منهم بعض القوة، ولما استقل أن يقيم أمر اللَّه تعالى، ولو يوماً واحداً، وقد فعل ذلك كثير من أئمة الهدى $ كزيد بن علي، وابنه يحيى، وكأولاد عبدالله بن الحسن $ النفس الزكية، وإخوته، والحسين بن علي الفخي، وغيرهم من أئمة الهدى سلام اللَّه عليهم.
  فعلى العاقل أن ينظر لنفسه ويتحرى النجاة بجهده ولا يقبل الهوينا في طلب أدلة دينه، ولا تقليد(٣) غيره في مذهبه. فقد روينا عن أبينا رسول اللَّه ÷ أنه قال: «من أخذ دينه عن التفكر في آلاء اللَّه، وعن التدبر لكتابه، والتفهم لسنتي زالت الرواسي، ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال، وقلدهم فيه [ذهبت](٤) به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين اللَّه على
(١) في (ج): فلا تعتل.
(٢) سقط من (ب).
(٣) في (ج): ولا يقلد.
(٤) في (ب، وج): ذهب.