[الرد على الإمامية في القول بالنص الجلي]
[الرد على الإمامية في القول بالنص الجلي]
  والكلام عليهم: أنَّا نقول: إنكم أتيتم ما لا دليل عليه، وكل مذهب لا دليل عليه فهو باطل، أمَّا أنه لا دليل عليه؛ فلأن الأدلة محصورة على دلالة العقل، ولا برهان في العقل يدل على ذلك، وعلى الكتاب الكريم والسنة المعلومة والإجماع الظاهر.
  أمَّا الكتاب فلا يمكن ادعاء ذلك لوقوع الاختلاف في معنى الآية، وافتقار ما تذهب إليه إلى الترجيح، وكذلك حديث الغدير والمنزلة، وما انفردت(١) بروايته الإمامية فلا تصححه الأمة فضلاً من أن يقضى ببلوغه حد التواتر، وحصول العلم الضروري، ولأنا نعلم أن رجال الإمامية وعلماءهم ونحارير مقالتهم يسلكون مسلكنا في الإستدلال بخبر الغدير(٢) والمنزلة(٣)، وآية الزكاة في الركوع(٤)، وهو معلوم في تصانيفهم وكتبهم، ويرجحون ويبالغون في الكشف والتبيين، والاستدلال إلى نهاية الإمكان في الآثار والأخبار، فلو كان المراد بها معلوماً عندهم ضرورة
(١) في (ج): وما انفرد.
(٢) الغدير: ورد بألفاظ ومن طرق مشهورة أكثر من أن تُخرَّج أو تُحصى إذ يحتاج متابعتها إلى مجلد، قال علامة العصر السيد مجدالدين المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف طبعة واحد صفحة ٢٢٦ ما نصه: قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # هذا الخبر قد بلغ حد التواتر وليس لخبر من الأخبار ماله من كثرة الطرق وطرقه مائة وخمس طرق.
- قلت: وقد أخرجه الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني في الأمالي الصغرى المطبوعة بتحقيقنا سنة ١٤١٤ هـ صفحة ٩٠ وانظر تخريجه هناك.
(٣) حديث المنزلة: هو قول رسول الله ÷ لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه ليس معي نبي»، أخرجه الإمام المؤيد بالله في الأمالي الصغرى صفحة ١٠٤ وانظر تخريجه الموسع هناك.
(٤) آية الزكاة في الركوع: وهي: {إنما وليكم الله ورسوله ... إلخ} وستأتي.