العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكيسانية]

صفحة 61 - الجزء 1

  وأولاده، وكان المختار قد دعاهم إلى محمد بن علي ابن الحنفية #، فكان كيسان هذا من أقوى أعوانه، ومن السّفاكين الدماء بين يديه، وبعض من تكلم في أمرهم، قال: إن المختار كان يقال له كيسان، ولا حقيقة لذلك، وهم مختلفون، فمنهم من قال ببقاء محمد بن الحنفية # إلى أن يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهو في جبال رضوى مقيم، لا جليس له إلاَّ الملائكة $، ولا متاع له إلاَّ العسل والماء، وهو عين الله على خلقه في حال غيبته، وإقامته في الجبل، و [قد]⁣(⁣١) قال شاعرهم:

  ألا قل للإمام فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المُقاما

  أضَرَّ بمعشرٍ والوك طُهراً⁣(⁣٢) ... وقوفك عنهم تسعين عاما

  وعادوا فيك أهل الأرض جمعاً ... وسمَّوك الخليفةَ والإماما

  مُقيم لا أنيس له بحيٍ ... تُراجعه الملائكة الكِرامَا⁣(⁣٣)

  وفيها:

  وما ذاق ابن خولة طعم موتٍ ... ولا وارت له أرضٌ عظاما

  وقال شاعرهم:

  ألا انَّ الأئمة من قريشٍ ... ولاةُ الخلق أربعةٌ سواءٌ

  عليٌّ والثلاثة من بنيه ... هُمُ الأسباط ليس بهم خفاءُ

  فسبطٌ سِبطُ إيمانٍ وبرٍ ... وسِبطٌ غيبته كَرّبِلآءُ


(١) زيادة في (ج).

(٢) في (ج): طراً.

(٣) نصب الكرام بتقدير أعني أو نحوه، ولضرورة الشعر، وهو جائز.