[آية التطهير وحديث الكساء]
  فإن قيل: المراد بالآية أهل البيت في ذلك الوقت وهم: أمير المؤمنين، وفاطمة، وولداهما $.
  فالجواب: إنَّ ما رويناه هو السبب، ولا يجوز قصرها عليه، بل يراعى عمومها، وإنما أخرجنا أزواج النبي ÷؛ لأنه نطق بذلك، ولم يدخل أم سلمة في أهل البيت، وإنما خصَّهم ÷ بالذكر؛ لأنهم كانوا أهل بيته في ذلك الوقت، وليس فيه ما يمنع ما دلّ عليه الظاهر من أن حكم من بعدهم حكمهم في تناول هذا الاسم لهم، وعلى أنه لما ثبت أن قول أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين $ حجة فيجب أن يكون قول من بعدهم حجة فيما أجمعوا عليه؛ لأن أحداً لم يفصل بينهما.
  ومن قال: أن المراد بالآية أزواج النبي ÷؛ لأن ما قبلها وما بعدها في شأنهنَّ؟
  فالجواب عنه: أنه ليس من حيث أن ما قبلها وما بعدها في شأنهنَّ ما يوجب قصر الآية عليهنَّ؛ لأنا ذكرنا من الأدلة ما يمنع من حمل الآية عليهنَّ، وعلى أنه لا يمنع مثل ذلك كما قال سبحانه في سورة الصآفات: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ١٦١ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ١٦٢ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}[الصافات: ١٦١ - ١٦٣]، فكانت هذه مخاطبة لبني آدم، ثم قال على أثر ذلك {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ١٦٤ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ١٦٥ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}[الصافات: ١٦٤ - ١٦٦]، فكان هذا حكاية عن كلام الملائكة، ثم رجع إلى بني آدم فقال: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ ١٦٨ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}[الصافات: ١٦٧ - ١٦٩]، فهذا مثل ذلك سواء ابتدأ جل ذكره