[آية التطهير وحديث الكساء]
  قالت: وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله تعالى هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣]، قالت: فأخذ فضل الكساء وكسّاهم به، ثم أخرج يده، فألوى بها إلى السماء، وقال: «هؤلآء أهل بيتي وخاصّتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، قالت: فأدخلت رأسي البيت، وقلت: وأنا معكم يا رسول الله، قال: إنكِ إلى خير إنكِ إلى خير.
  قال عبدالملك: وحدثني بها أبو سلمة مثل حديث عطاء سواءً(١).
  وبإسناد بهاء الدين هذا يبلغ به أم سلمة أن رسول الله ÷ قال لفاطمة: اتيني بزوجك وابنيك، فجآت بهم، فألقى عليهم كساءً فدكيا، قالت: ثم وضع يده(٢) عليهم وقال: «اللهم إن هؤلآء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: إنكِ على خير».
  وبإسناد بهاء الدين هذا إلى ابن عباس في خبر الراية قال: وأخذ رسول الله ÷ ثوبه فوضعه على علي، وفاطمة، والحسن، والحسين $ وقال: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً»(٣).
  والأخبار في هذا كثيرة، روايتنا لها من طرق جمّة بحمدالله تعالى(٤).
(١) الحديث أخرجه ابن البطريق بنفس الإسناد والمتن في الفصل الثامن من كتاب (عمدة عيون صحاح الأخبار) برقم ١٢، وهو في مسند أحمد بن حنبل ٦/ ٢٩٢ ط ١.
(٢) في (ج): وضع يده.
(٣) أخرجه ابن البطريق أيضاً نفس المصدر برقم ١٣ ص ٣٣، وهو في مسند أحمد بن حنبل ٦/ ٣٢٣.
(٤) حديث الكساء حديث مشهور، ولو أردنا استكمال تخريجه لاحتاج إلى مجلد، انظر عمدة عيون صحاح الأخبار الفصل الثامن، وانظر مقدمة الإعتصام للإمام القاسم #، وانظر كتاب الشافي للإمام عبدالله بن حمزة، وانظر مقدمة تفسير المصابيح للشرفي بتحقيقنا.