العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[آية التطهير وحديث الكساء]

صفحة 74 - الجزء 1

  قالت: وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله تعالى هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب: ٣٣]، قالت: فأخذ فضل الكساء وكسّاهم به، ثم أخرج يده، فألوى بها إلى السماء، وقال: «هؤلآء أهل بيتي وخاصّتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، قالت: فأدخلت رأسي البيت، وقلت: وأنا معكم يا رسول الله، قال: إنكِ إلى خير إنكِ إلى خير.

  قال عبدالملك: وحدثني بها أبو سلمة مثل حديث عطاء سواءً⁣(⁣١).

  وبإسناد بهاء الدين هذا يبلغ به أم سلمة أن رسول الله ÷ قال لفاطمة: اتيني بزوجك وابنيك، فجآت بهم، فألقى عليهم كساءً فدكيا، قالت: ثم وضع يده⁣(⁣٢) عليهم وقال: «اللهم إن هؤلآء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: إنكِ على خير».

  وبإسناد بهاء الدين هذا إلى ابن عباس في خبر الراية قال: وأخذ رسول الله ÷ ثوبه فوضعه على علي، وفاطمة، والحسن، والحسين $ وقال: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً»⁣(⁣٣).

  والأخبار في هذا كثيرة، روايتنا لها من طرق جمّة بحمدالله تعالى⁣(⁣٤).


(١) الحديث أخرجه ابن البطريق بنفس الإسناد والمتن في الفصل الثامن من كتاب (عمدة عيون صحاح الأخبار) برقم ١٢، وهو في مسند أحمد بن حنبل ٦/ ٢٩٢ ط ١.

(٢) في (ج): وضع يده.

(٣) أخرجه ابن البطريق أيضاً نفس المصدر برقم ١٣ ص ٣٣، وهو في مسند أحمد بن حنبل ٦/ ٣٢٣.

(٤) حديث الكساء حديث مشهور، ولو أردنا استكمال تخريجه لاحتاج إلى مجلد، انظر عمدة عيون صحاح الأخبار الفصل الثامن، وانظر مقدمة الإعتصام للإمام القاسم #، وانظر كتاب الشافي للإمام عبدالله بن حمزة، وانظر مقدمة تفسير المصابيح للشرفي بتحقيقنا.