العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إجماع الآل على أن الإمامة فيمن قام ودعا]

صفحة 80 - الجزء 1

  بن علي، وجعفر بن محمد $ يكفي في باب الإمامة⁣(⁣١)؛ لأنهما القدوة، ولا أحدٍ يدعي لسائر أولاد الحسين $ فضلاً عليهما، ولا تقبيح ما حسَّنا، ولا تحسين ما قبَّحا، ولا خُروجاً عن موالاتهما، فإذا تقرر ذلك صح إجماع الذرية الزكية، على جواز الإمامة في المنصبين؛ لأنَّ من قال بإمامة زيد بن علي # فإنه يقول [بإمامة أولاد الحسن والحسين]⁣(⁣٢)؛ ولا بدنا من ذكر ما تيسر ذكره في الباقين، ولكن هذا أصل يبتني عليه، وفئة⁣(⁣٣) يرجع إليها.

  فنقول في ذلك: أخبرنا الشيخ الأجل محيي الدين محمد بن أحمد القرشي⁣(⁣٤) أيَّده الله، وهو لنا من طرقٍ، ولكنَّا نقتصر على هذه الطريق للإختصار قال: أخبرنا القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى⁣(⁣٥) ¥ قال: أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنّي⁣(⁣٦) أسعده الله قال: أخبرنا الإمام الزاهد


(١) في (ب، وج): الإمامية.

(٢) في (ب، وج): فإنه يقول: الإمامة في ولد الحسن والحسين.

(٣) في (ج): هذا أصل بنينا عليه وفية يرجع إليها، وفي ب: وقبة.

(٤) محمد بن أحمد القرشي، أخو حميد بن أحمد بن محمد بن الوليد، قال في المستطاب: أحد تلامذة القاضي جعفر، وله معرفة تامة، وهو شيخ الإمام المنصور بالله، وله (سيرة لطيفة) صغيرة للإمام المنصور، وترجمه ابن أبي الرجال بهذا الإسم، وقال: أنه يسمى محمد، وحميد، وذكر أنه تلميذ الإمام أحمد بن سليمان، وهو من أعلام الزيدية.

(٥) جعفر بن أحمد بن عبد السلام: شمس الدين، ابن أبي يحيى البهلولي، الزيدي المتوفى (سنة ٥٧٦ هـ) عالم، حافظ، حجة، مسند، من أعلام الفكر الإسلامي، عاصر الإمام المتوكل أحمد بن سليمان (٥٠٠ - ٦٦٥ هـ) وكان من أنصاره، وقام بزيارة العراق لجمع الكتب، ونقلها إلى اليمن، فأدخل الكثير من كتب الزيدية في العراق، والجيل والديلم إلى اليمن، وكذلك كتب المعتزلة التي حفظتها مكتبات اليمن حين أضاعها الآخرون، وهو شيخ الزيدية في وقته تصدى للتدريس بقرية سناع، وناهض المطرفية وغيرهم، وفيها توفي (سنة ٥٧٦)، وقيل: (٥٧٣) وقبره مشهور مزور، على أكمة جنوب قرية سناع حدة، وقد خلف الكثير من المؤلفات تزيد على الستين كتاباً ورسالة، عنه وعن مؤلفاته ومصادر ترجمته انظر أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم، ترجمة (٢٥٥).

(٦) أحمد بن أبي الحسن الكني، الزيدي، القاضي أبو العباس، المتوفى في حدود الستين وخمسمائة (٥٦٠ هـ) قيل عنه: قطب الشيعة، وأستاذ الشريعة، وقال السيد إبراهيم بن القاسم في طبقات الزيدية: كان من أساطين الملة، وسلاطين الأدلة، وهو الغاية في حفظ المذهب. =